شرح قول ابن مالك رحمه الله : وثالث من نحو طيب حذف *** وشذ طائي مقــــولا بــــــالألف. حفظ
الشيخ : قال المؤلف رحمه الله:
" وثالثٌ مِنْ نحوِ طَيِّبٍ حُذِفْ "
ثالث مبتدأ، وسوّغ الابتداء بالنّكرة أنه موصوف من نحو طيب، وجملة حذف؟ هاه؟
الطالب : خبر المبتدأ.
الشيخ : خبر المبتدأ، حذف، من الذي حذفه؟ النحويون أو أهل اللغة؟
الطالب : أهل اللغة.
الشيخ : أهل اللغة، طيب، كم كلمة طيب؟
الطالب : أربعة.
الشيخ : أربع كلمات، الثالث منها هو الياء الثانية في طيّب، إذا نسبت إلى طيّب يجب أن تحذف الياء الثانية وهي ثالثة الحروف بالنّسبة الكلمة ككلّ هي الثالثة، وبالنّسبة إلى الياء هي؟
الطالب : الثانية.
الشيخ : الثانية، فتقول في طيّب طيبيّ، طيبيّ، وتقول في جيّد؟ هاه؟
الطالب : جَيْديّ.
الشيخ : جَيْديّ، وعلى هذا فقِس، كلما أتت الياء مشدّدة الثانية فإنها تحذف الياء الثانية من هذه الياء المشدّدة، نعم طيب؟ كيف ننسب إليها؟
الطالب : طيبي.
الشيخ : نقول: طيبي، ونقول في طيّ في النسبة إلى طيّ؟
الطالب : طيئيّ.
الشيخ : طيئيّ، ولكنه أهل اللغة يحكمون ولا يحكم عليهم، يقولون: فلان الطائيّ، ما يقولون: فلان الطيئيّ، فيجعلون الياء ألفًا طائيّ لو أن أحدًا من العرب قال فلان الطائيّ نقول لحن؟
الطالب : لا.
الشيخ : هاه؟
الطالب : لا، ما نقول لحن، ليش؟ نقول: هو الحاكم علينا، لكن لم قال " وَشَذَّ طائِيٌّ " ؟ أنا قلت لكم الفرق بين ندر وبين شذّ، شذّ باعتبار القواعد، وندر باعتبار استعمال العرب، فاللغة القليلة يقال فيها؟
الطالب : ندر.
الشيخ : ندر، واللغة المشهورة الكثيرة لكن خارجة عن قواعد النحو، يقال؟
الطالب : شاذّة.
الشيخ : شاذّة، لأنه فرض نفسه باستعمال العرب له، لكن خالف القواعد فيكون؟
الطالب : شاذًا.
الشيخ : شاذًا، لكنه شاذّ يعمل به ولا يقاس عليه، الشاذّ في الحديث لا يعمل به أو لا؟
الطالب : نعم.
الشيخ : لماذا لا نعمل به؟
الطالب : ضعيف.
طالب آخر : مخالف.
الشيخ : لأنه ضعيف، من شروط الصّحيح أن لا يكون شاذّا، لكن الشّاذ في اللغة العربية يعمل به ولا يقاس عليه، فأنا إذا قلت مثلًا: جاءني فلان الطائيّ ما تقول لحن، فأنا أعمل به لكن ما أقيس عليه، نعم، إذن القاعدة من هذا البيت: كل اسم رباعي ثانيه مشدّدة ماذا نصنع فيه؟
الطالب : تحذف الياء.
الشيخ : أي اليائين؟
الطالب : الثانية.
الشيخ : الثانية، فإذا قال لك إنسان ما تقول في قول العرب طائيّ؟ نقول هذا خارج عن القياس شاذ، طيب.