تفسير قوله تعالى : (( إياك نعبد وإياك نستعين )) وإعراب الآية، وبيان حقيقة العبادة. حفظ
((إياك نعبد وإياك نستعين)) . نعبد، ((إياك نعبد)) لو طلبنا إعراب ((إياك نعبد)) فبماذا تجيبون؟ نعم أنه مفعول به مقدم، ولماذا انفصل مع إمكان الوصف، يعني يمكن أن نقول :نعبدك، فنقول: لو وصلنا فات أمر مهم ألا وهو الحصر، فهنا لما قدمناه للحصر لزم أن يفصل، لو قلت: ك نعبد ما يستقيم الكلام وليس بلغة عربية، ((إياك)) يعني لا سواك، ((نعبد)) أي نتذلل له أكمل ذل، ولهذا تجد المؤمنين ـ جعلني الله وإياكم منهم ـ يضعون أشرف ما في أجسامهم في موطئ الأقدام ذلا لله عز وجل: يسجد على التراب تمتلئ جبهته من التراب، يسجد على موقع الأقدام ،كل هذا ذلا لله ولو أن إنسانا قال: أنا أعطيك الدنيا كلها واسجد لي ما وافق المؤمن أبدا ، لأن هذا الذل لله عز وجل. والعبادة تتضمن القيام بكل ما أمر الله به، وترك كل ما نهى الله عنه، لأن من لم يكن كذلك فليس بعابد، لو لم يفعل الأمر يعني لو لم يفعل المأمور به فهل يكون عابدا حقا ؟ أبدا، ولو لم يترك المنهي عنه ما كان عبدا حقا، العبد الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي،إذا فالعبادة تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أمر به، وأن يترك كل ما نهي عنه، ولكن هل قيامك هذا يمكن أن يكون بغير معونة الله ؟ لا، لا يمكن ولهذا قال: ((وإياك نستعين)) يعني لا نستعين إلا إياك على العبادة، والله سبحانه وتعالى يجمع بين العبادة والاستعانة أو التوكل في مواطن عدة من القرآن الكريم، لأنه لا قيام بالعبادة علي الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه.