تفسير قوله تعالى: (( ذلك الكتاب لا ريب فيه ))، والفرق بين الريب والشك. حفظ
(( ذلك الكتاب لا ريب فيه )) ((ذلك الكتاب)) يجوز أن نجعل ((الكتاب)) خبر ((ذلك)) ويجوز أن نجعلها نعتا وعطف بيان، فإن جعلناها خبر ذا صار قوله: ((لا ريب فيه)) جملة مستأنفة وإن جعلناه بدلا عطف بيان صارت ((لا ريب فيه)) خبر اسم الإشارة، والكتاب المشار إليه هو القرآن، وسمي كتابا لأنه مكتوب في اللوح المحفوظ ومكتوب في الصحف التي بأيدي الملائكة (( كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة )) و مكتوب في المصاحف التي بين أيدينا .
(( لا ريب فيه)) لا ريب ما معني الريب الشك هكذا فسره أكثر العلماء أن الريب هو الشك، لكن شيخ الإسلام رحمه الله له رأي في مثل هذه الألفاظ المترادفة يقول: لا يوجد في اللغة العربية كلمة مرادفة لأخرى من كل وجه لا بد أن يكون بينهما فرق، فالريب هنا ليس مطابقا للشك بإزائه من كل وجه، لأن الريب يقول شك مع قلق وارتياب، فهو إذا أخص من الشك، لكن لا مانع أن نفسر الكلمة بما هو قريب منها لا سيما إذا كان المخاطب لا يتصور الفرق وقوله: ((لا ريب فيه)) لا نافية للجنس فيشمل أدنى ريب يعني ما فيه أدنى ريب.