فوائد الآية (( ألم. ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) وذكر صفة الكلام لله عز وجل وقول أهل البدع في ذلك والرد عليهم. حفظ
في هذه الآية الكريمة بيان أن كلام الله عز وجل حروف خلافا لمن قال إن كلامه هو المعنى القائم بالنفس، ونحن نشرح ذلك: أصول الخلاف في هذا القرآن أو في كلام الله عموما أولا من قال: إن كلام الله هو المعنى القائم بنفسه وما ينقل من كلامه أو يسمع فهو عبارة عنه وليس هو كلام الله بل عبارة عنه وهو مخلوق.
والثاني قال: إن الله تعالى لا يتكلم وكلامه مخلوق كسائر مخلوقاته.
ومنهم من قال: إن الله يتكلم بحرف وصوت وليس كلامه هو المعنى فقط بل كلامه اللفظ والمعنى.
وهذا الذي قبله مذهب المعتزلة و الجهمية وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، ومذهبهم هو الحق لأن الأدلة تدل عليه قال الله تعالى في موسى (( و ناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا)) فلما كان بعيدا قال: ناديناه لأن النداء يكون للبعيد ولما قرب يعني لما قربه الله قال: ((قربناه نجيا )) أي بصوت ليس نداء وفي الحديث الصحيح (أن الله ينادي يوم القيمة يقول: يا آدم فيقول: لبيك وسعديك فينادي بصوت إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا من النار) وهذا أمر لا يشك فيه إنسان ولولا أن الخلاف وقع فيه .