تفسير قوله تعالى : (( إن الذين كفروا سواءٌ عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) مع إعراب الآية. حفظ
ثم قال الله تعالى: (( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون )) هذا بيان للقسم الثاني من الناس، لأن هذه السورة ذكر الله أقسام الناس وأصنافهم، الأول: المؤمنون الخلص، والثاني: الكفار الخلص في هذه الآية.
((إن الذين كفروا)) كفروا بمن ؟ كفروا بكل ما يجب الإيمان به: كفروا بالله، كفروا برسله، كفروا بملائكته، كفروا بكتبه، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر خيره وشره، أو ما أشبه ذلك، المهم أنه عام بكل ما يجب الإيمان به، فإذا كفروا به فهؤلاء كفار.
طيب وإن كفروا ببعضه؟ فكذلك، لقول الله تعالى: ((إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ))......
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )) هذه جملة مسبوكة بمصدر دون أن يوجد حرف مصدري، لأن الجملة التي تسبك في المصدر يعني تحول إلى مصدر لابد أن تقترن بحرف مصدري ،مثل أنّ وأنْ وما المصدرية ولو المصدرية، لكن هذه سبكت بمصدر مع أنها ليس فيها شيء من أدوات المصدر، لكن إذا جاء السواء ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) فهذه تسبك بمصدر، فالتقدير: سواء عليهم إنذارك أم عدمه، والمراد بهؤلاء الكفار الذين حقت عليهم كلمة العذاب، فهؤلاء لا يؤمنون سواء أنذرهم أم لم ينذرهم، لأنه قد ختم على قلوبهم ـ والعياذ بالله ـ وليس المراد بهذا أن لا يدعوهم الرسول عليه الصلاة والسلام بل المراد أن يتسلى إذا لم يؤمنوا، فيقال هؤلاء قد طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنون .
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم)) ((سواء)) بمعنى مستوي عليهم إنذارك وعدمك، وقوله: ((أأنذرتهم)) الإنذار هو الإعلام بتخويف وترهيب. (( أم لم تنذرهم)) هذا القسم الثاني.
هذه أم هنا متصلة أو منفصلة منقطعة ؟ هذه متصلة، لأن المتصلة هي التي تأتي بين شيئين متعادلين كما هنا، والمنقطعة التي تأتي بين شيئين منفصلين هذا فرق معنوي، والفرق اللفظي: المتصلة يصح أن يحل محلها أو، والمنقطعة لا يصح أن يحل محلها أو بل يحل محلها بل، ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)) الجملة هذه خبر ثاني، أين الخبر الأول ؟ ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) هذه هي الخبر الأول وقوله: ((لا يؤمنون)) الخبر الثاني .
((إن الذين كفروا)) كفروا بمن ؟ كفروا بكل ما يجب الإيمان به: كفروا بالله، كفروا برسله، كفروا بملائكته، كفروا بكتبه، كفروا باليوم الآخر، كفروا بالقدر خيره وشره، أو ما أشبه ذلك، المهم أنه عام بكل ما يجب الإيمان به، فإذا كفروا به فهؤلاء كفار.
طيب وإن كفروا ببعضه؟ فكذلك، لقول الله تعالى: ((إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا ))......
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم )) هذه جملة مسبوكة بمصدر دون أن يوجد حرف مصدري، لأن الجملة التي تسبك في المصدر يعني تحول إلى مصدر لابد أن تقترن بحرف مصدري ،مثل أنّ وأنْ وما المصدرية ولو المصدرية، لكن هذه سبكت بمصدر مع أنها ليس فيها شيء من أدوات المصدر، لكن إذا جاء السواء ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) فهذه تسبك بمصدر، فالتقدير: سواء عليهم إنذارك أم عدمه، والمراد بهؤلاء الكفار الذين حقت عليهم كلمة العذاب، فهؤلاء لا يؤمنون سواء أنذرهم أم لم ينذرهم، لأنه قد ختم على قلوبهم ـ والعياذ بالله ـ وليس المراد بهذا أن لا يدعوهم الرسول عليه الصلاة والسلام بل المراد أن يتسلى إذا لم يؤمنوا، فيقال هؤلاء قد طبع الله على قلوبهم فلا يؤمنون .
وقوله: ((سواء عليهم أأنذرتهم)) ((سواء)) بمعنى مستوي عليهم إنذارك وعدمك، وقوله: ((أأنذرتهم)) الإنذار هو الإعلام بتخويف وترهيب. (( أم لم تنذرهم)) هذا القسم الثاني.
هذه أم هنا متصلة أو منفصلة منقطعة ؟ هذه متصلة، لأن المتصلة هي التي تأتي بين شيئين متعادلين كما هنا، والمنقطعة التي تأتي بين شيئين منفصلين هذا فرق معنوي، والفرق اللفظي: المتصلة يصح أن يحل محلها أو، والمنقطعة لا يصح أن يحل محلها أو بل يحل محلها بل، ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون)) الجملة هذه خبر ثاني، أين الخبر الأول ؟ ((سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم)) هذه هي الخبر الأول وقوله: ((لا يؤمنون)) الخبر الثاني .