تفسير قوله تعالى : (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) حفظ
ثم قال الله عز وجل: (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين)) ((ومن الناس)) من هنا للتبعيض، وعلامة من التي للتبعيض أن يحل محلها بعض، فهنا لو في غير القرآن لو قال: وبعض الناس يقول، لكان الكلام مستقيما، إذا من للتبعيض ((من الناس من يقول)) من هذه مبتدأ مؤخر ((من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر)) لكن يقول ذلك بلسانه أما في قلبه فلا، ولهذا قال: (( وما هم بمؤمنين)) بمؤمنين في أيش؟ ما سمعنا، طيب وما هم بمؤمنين في قلوبهم لكن بلسانهم يقولون آمنا بالله وباليوم الآخر، فلقد قال الله تعالى: (( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم)) فهم يفتنون الناس برؤيتهم وبسماع أقوالهم لكن لا خير فيهم. ومن أراد أن يعرف صفات المنافقين فعليه بكتاب مدارج السالكين ذكر ابن قيم رحمه الله جمع صفاتهم في مقال واحد فمن أراد أن يراجعها فليراجع.