ومن فوائد الآية الكريمة: أن الله تعالي حكم عدل لا يعذب إلا من يستحق، لأنه قال: (( لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون)) ومن فوائد الآية: أن اختلاف القراءات يكون فيه زيادة المعنى، فإن قوله: ((يكذبون)) هذه قراءة ((يكذّبون)) قراءة أخرى، لو كانت الآية ليس فيها إلا ((يكذبون)) صار الوعيد على كذبهم هم بأنفسهم يقولون آمنا وهم غير مؤمنين، ولو كانت ((يكذّبون)) لكان الوعيد أيضا على تكذيبهم لا على كذبهم فإذا اقترنت الآيتان حصل بذلك معنى زائد، ولها نظائر منها: ((ملك يوم الدين)) و ((مالك يوم الدين)) بالألف وبدونه، تزداد الفائدة باجتماع القراءتين بأن الله ملك ومالك إذ يوجد في المخلوقين من هو ملك ولكن هو ليس بمالك ويوجد من هو مالك ولكنه ليس بملك ولهذا أمثال مثل: (( إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا )) وفي قراءة ((فتثبتوا)) هذه جمعت بين معنيين التبيّن أولا والتثبت ثانيا ، تثبتوا حتى يبين لكم، التثبت أولا والبيان ثانيا يعني عكس ما قلت التثبت أولا ثم التبيّن ثانيا .