فوائد الآية (( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون )) حفظ
في هذه الآية الكريمة: بيان خداع المؤمنين من المنافقين يعني أن المنافقين يخادعون المؤمنين، وهذه طبيعتهم أنهم يخادعون الله والذين آمنوا لقولهم: ((إنا معكم)) ثم إذا ذهبوا إلي شياطينهم قالوا: ((إنما نحن مستهزئون)) . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه ليس لنا نحن إلا الظاهر، ليس لنا إلا الظاهر، فنعامل الناس بظاهرهم، حتى إن الرسول صلوات الله وسلامه عليه قال: (أيها الناس إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو مما أسمع فمن قضيت له من أخيه شيئا، أو من حق أخيه شيئا فإنما أقتطع له قطعة من النار، أو قال جمرة من النار فليستقل أو ليستكثر) فنحن في الدنيا ليس لنا إلا الظاهر، لكن الحساب في الآخرة على الباطن، وجه ذلك أن المؤمنين يعاملون هؤلاء المنافقين على أنهم أيش؟ مؤمنون، لقولهم ((قالوا آمنا)) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن دين المنافقين دين اختفاء واستسرار لا يعلنون به، لأنهم يخافون من القتل بدليل: ((وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم)). ومن فوائد هذه الآية الكريمة: صحة إطلاق الشيطان على دعاة الكفر، لقوله: ((إلي شياطينهم)) . ومن فوائدها أيضا: أن الشيء إذا كان محصورا فانه يذكر بصيغة تدل على الحصر حيث قال: ((شياطينهم)) ولم يقل: إلى الشياطين، وهناك فرق بين شياطينهم وبين الشياطين، كما نقول مثلا إذا خاطبنا رئيسا للكفر لا نقول الرئيس فلان وإنما نقول رئيس قومه، ولهذا كتب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى هرقل فقال: هرقل عظيم الروم ولم يقل العظيم بل قال عظيم الروم، وإبراهيم عليه السلام قال: (( بل فعله كبيرهم )) ولم يقل: الكبير، قال كبيرهم فمثل هذا يجب التنبه له يعني لا نعطي الشيء المطلق مع أنه مخصوص. ومن فوائد هذه الآية الكريمة: قوة موالاة المنافقين بالكفار لقولهم: ((إنا معكم)) يعني على الزين والشين كما يقول العوام، على الشدة والرخاء. ومن فوائد الآية الكريمة أيضا: تأكيد هؤلاء المنافقين لشياطينهم بأنهم إنما يعاملون المؤمنين معاملة استهزاء لا حقيقة ((إنما نحن مستهزئون)).