تفسير قوله تعالى : (( الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناء وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم )) حفظ
(( الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم )) هذا من باب التعدد أنواعا أو تعديد أنواع من أفعاله عزوجل، جعل الله لنا الأرض فراشا موطأة يستقر الإنسان عليه استقرارا كاملا ليست نشزا وليست مؤلمة عند النوم عليها أو السكون عليها أو ما أشبه ذلك، والله تعالى قد وصف الأرض بأوصاف متعددة وصفها بأنها فراش، وبأنها ذلول وبغير ذلك مما جرى في القرآن، والفراش كما نعلم يكون موطأ للإنسان مهيأ له يستريح فيه، (( والسماء بناء)) كما قال تعالى: (( وبنينا فوقكم سبعا شدادا )) السماء جعلها الله بناء أي بمنزلة البناء وبمنزلة السقف (( وجعلنا السماء سقفا محفوظا )). ((وأنزل من السماء ماء)) ((أنزل من السماء)) ليست هي السماء الأولى بل المراد بالسماء الثانية العلو، لأن الماء الذي هو المطر ينزل من السحاب قال الله تعالى: (( الم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله)) فالماء الذي هو المطر لا ينزل من السماء التي هي البناء وإنما ينزل من السحاب التي في العلو وبهذا نعرف أن السماء يطلق على معنيين: المعنى الأول: البناء الذي فوقنا، والمعنى الثاني: العلو، ((فأخرج به من الثمرات رزقا لكم )) ((أخرج به)) أي بسببه، وانظر إلي الحكمة أو النكتة البديعة حيث أضاف الأمر إلى نفسه جل وعلا لكن بسبب ،فالسبب موصل فقط وإلا فهل المطر يخرج النبات؟ لا، المخرج هو الله لكن السبب المطر ((فاخرج به)) أي بسببه ((من الثمرات رزقا لكم)) وجمع الثمرات لأنها متنوعة، لو أراد الإنسان أن يحصي أنواعها لعجز فضلا عن أفرادها.