تفسير قوله تعالى : (( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) حفظ
(( فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون )) فلا تجعلوا لله أندادا في العبادة، وأنتم تعلمون أنه لا ند له في الخلق والرزق وإنزال المطر وما أشبه ذلك من أفعال الربوبية، لأن المشركين يقرون بأن الخالق هو الله والرازق هو الله والمدبر للأمر هو الله يقرون بهذا إقرارا تاما ويعلمون أنه لا إله مع الله في هذا، لكن في العبادة ينكرونها يشركون، يجعلون مع الله إلها آخر، وينكرون على من وحد الله حتى قالوا في الرسول عليه الصلاة والسلام: (( أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)) ونقول: ـ ما شاء الله ـ من الذي جاء بشيء عجاب؟ هم ، أما الرسول عليه الصلاة والسلام جاء بالصواب لكن هم جاءوا بشيء عجاب نسأل الله العافية، ((إذا فلا تجعلوا لله أندادا)) في أيش؟ في العبادة ، ((وأنتم تعلمون)) أنه لا ند له في الربوبية من الخلق والرزق وغير ذلك، وإقراركم بالخلق والرزق أن الله منفرد به يلزم أن تجعلوا العبادة لله وحده فإن لم تفعلوا فأنتم متناقضون، ولهذا قال العلماء رحمهم الله: توحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية يعني من أقر بالربوبية لزمه أن يقر بالألوهية ومن أقر بالألوهية فإنه لم يقر بها حتى كان قد أقر بالربوبية فتوحيد الألوهية متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية .