فوائد الآية (( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون )) حفظ
في هذه الآية من الفوائد أولا: العناية بالعبادة يستفاد هذا من وجهين، الوجه الأول: تصدير الأمر بها بالنداء، والوجه الثاني: تعميم النداء لجميع الناس مما يدل على أن العبادة من أهم الشيء، وهو كذلك بل إن الناس ما خلقوا إلا لأجل العبادة (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) . ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن وجوب العبادة علينا مما يقتضيه العقل بالإضافة إلى الشرع لقوله: ((اعبدوا ربكم)) فإن الرب يستحق أن يعبد ولا يعبد غيره، والعجب أن هؤلاء المشركين الذين لم يمتثلوا هذا الأمر إذا أصابتهم الضراء وتقطعت بهم الأسباب يتوجهون إلى من؟ إلى الله (( فإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين )) لأن فطرهم تحملهم على ذلك ولابد. ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات أن الله عزوجل هو الخالق وحده وأنه خالق الأولين والآخرين لقوله: (( الذي خلقكم والذين من قبلكم)). ومن فوائد هذه الآية الكريمة: أن من طريق القرآن أنه إذا ذكر الحكم غالبا ذكر العلة الحكم ((أعبدوا)) والعلة كونه ربا خالقا لنا ولمن قبلنا. ومن فوائد الآية الكريمة: أن التقوى مرتبة عالية لا ينالها كل أحد إلا من أخلص العبادة لله عزوجل لقوله: ((لعلكم تتقون)) هل يمكن أن نأخذ من هذه الآية التحذير من البدع؟ ربما نأخذ منها التحذير من البدع وذلك لأن عبادة الله لا تتحقق إلا بسلوك الطريق الذي شرعه للعبادة، لأنه لا يمكن أن نعرف كيف نعبد الله؟ كيف نتوضأ؟ إلا عن طريق الوحي والشرع، كيف نصلي يعني ما الذي أدرانا أن الإنسان إذا قام يقرآ ثم ركع ثم سجد؟ فهذه هي العبادة المطلوبة منا إلا بعد الوحي، وعلى هذا فيمكن أن يقال: إن الأمر بالعبادة يستلزم الأمر بالإتباع. وهل يستفاد من الآية الحث على طلب العلم ؟ نعم، كيف ذلك؟ إذ لا تمكن العبادة إلا بالعلم، ولهذا ترجم البخاري رحمه الله على هذه المسألة بقوله:" باب العلم قبل القول والعمل".