فإن قال قائل: ذكرتم أن الرسول عليه الصلاة والسلام تشرف بإضافة عبوديته إلى الله عز وجل مع أن كفار الخلق وفجار الخلق عبيد لله تعالى كما قال الله تعالى: (( إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا)) ؟ فالجواب عن هذا يقال: إن العبودية لها معان متعددة عبودية عامة وهي العبودية الكونية القدرية، هذه شاملة لكل أحد ولا يمكن لأحد إلا أن يخضع بهذه العبودية، فالكافر والفاجر عبد لله بمعنى أن الله يفعل فيهم ما يشاء، وعبودية خاصة وهي عبودية الطاعة وهي خاصة بمن آمن بالله واتبع شريعته، ثم هذه الخاصة يمكن أن نقول إنها تنقسم أيضا إلي خاصة عامة وإلى خاصة أخص ،فعبودية الرسل غير عبودية الصديقين والشهداء والصالحين، الأولى أكمل وأخص.