تفسير قوله تعالى : (( كلما رزقوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هـذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً )) حفظ
(( تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا )) ((رزقوا)) أي أعطوا منها أي من هذه الثمار، ((من ثمرة رزقا)) أي عطاء (( قالوا هذا الذي رزقنا من قبل )) لأنه يشبه ما سبق، يشبهه في الحجم، يشبهه في اللون، يشبهه في الملمس، كل هذه أشياء حسية يظنها الإنسان مشابهة لما سبق في لونها وأيش؟ وحجمها وملمسها، لكن في المذاق لا، تختلف اختلافا عظيما ولهذا قال: ((واتوا به متشابها)) تختلف، وما أجمل وألذ للإنسان إذا رأى هذه الفاكهة يراها وكأنها شيء واحد، فإذا ذاقها وإذا الطعم يختلف اختلافا عظيما يجد في نفسه حركة لهذه الفاكهة ولذة وتعجبا كيف يكون هذا المتباين العظيم والشكل واحد ((وأتوا به متشابها )) ولهذا لو قدم لك فاكهة ألوانها سواء وأحجامها سواء وملمسها سواء ثم إذا ذقتها وإذا هذه حلو خالص وهذه مز يعني حلو مقرون بالحموضة وهذه حامضة تجد شيء لذة أكثر مما لو كانت على حد سواء أو كان مختلفا (( وأتوا به متشابها )) ((أتوا)) من آتى ولا من أتى ؟ الثاني وإلا الأول ؟ الأول ، من أتى ، من آتى وإلا من أتى ؟ من أول، لا يا أخي، من الثاني، الثاني ((أتوا به)) لأنه لو كان من الأول لقال: أوتوا به، لكن قال: ((أتوا به)) يعني جيء به إليهم به متشابها، متشابها في أيش؟ قلنا في ثلاثة أشياء هذا الذي يحضرنا الآن والله أعلم بما يكون، في اللون والحجم والملمس لكن في المذاق لا، لأنه لو اتفق في المذاق لصار هذا هو هذا لا فرق .