تتمة الكلام على خطأ قول من قال بفناء الجنة والنار. حفظ
الجنة أهلها خالدون فيها بإجماع أهل السنة أبد الآبدين، والنار كذلك على القول المتعين ما هو الراجح أنها لا تفنى أنها تفنى قصدي -أعوذ بالله النار- على القول المتعين أنها لا تفنى، وأنها باقية أبد الآبدين بنص كلام رب العالمين عزوجل، وقد بينا أن الله نص على ذلك في ثلاث آيات من كتاب الله وكررنا هذا كثيرا وما كنا نظن أن أحدا من الناس يقول بأنها تفنى من أهل السنة والجماعة، وقد استغرب شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله كون ابن القيم عفا الله عنه حاول أن يرجح القول بفنائها في كتابه شفاء العليل، وقال شيخنا:" إن هذه تعتبر كبوة من هذه الجواد وغلطا عظيما" كتبه على هامش الكتاب، ولاشك أن ما قاله شيخنا حق وأن الإنسان يستغرب أن مثل هذا الفهم من العلماء يذهب هذا إلى تقوية هذا المذهب وإن كان لم يصدق بأنه اختاره لكن يذهب إلى تقويته مع أنه باطل بنص القرآن (( إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا)) وقال تعالى: ((إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا لا يجدون وليا ولا نصيرا )) وقال تعالى: (( ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا )) كيف يصح لنا أو يستقيم لنا أن نقول إن النار تفنى والله تعالى يقول: ((خالدين فيها أبدا)) ما الفائدة من قوله: ((أبدا)) ؟ على كل حال مذهب أهل السنة والجماعة الذي يكاد يكون إجماعا هو أن النار لا تفنى كما أن الجنة لا تفنى بالاتفاق الواضح.