تتمة فوائد الآية (( فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهـذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به إلا الفاسقين )) حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة : أن لفظ الكثير لا يدل على الأكثر لقوله: (( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا )) فهنا لو أننا أخذنا بظاهر الآية لكان الضالون والمهتدون سواء وليس كذلك، لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون من الألف ضالون وواحد من الألف مهتدي، فكلمة كثير لا يعني الأكثر، وعلى هذا لو قال إنسان: عندي لك دراهم كثيرة وأعطاه ثلاثة يصح؟ لايش ؟ لأن الكثير يطلق على القليل وعلى الكثير وعلى الأكثر يعني. ومن فوائد الآية الكريمة : أن إضلال من ضل ليس لمجرد المشيئة بل لوجود العلة التي كانت سببا في إضلال الله العبد، لقوله :(( وما يضل به إلا الفاسقين)) ومن فوائد الآية الكريمة: الرد على القدرية الذين قالوا: إن أفعال العباد لا علاقة لها بفعل الله، لقوله: ((وما يضل به إلا الفاسقين)) وفيه أيضا الرد على الجبرية لأن فسق هؤلاء الفاسقين كان سببا وبإرادته فيكون فيها رد على طائفتين: القدرية النفاة، والقدرية المثبتة .