تفسير قوله تعالى : (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً )) وإعراب " إذ " وتعريف الملائكة وذكر صفاتهم حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تبارك وتعالى: ((وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة )) إذ تأتي دائما في القرآن الكريم، قال المعربون: وهي مفعول بفعل محذوف التقدير: أذكر إذ قال فهي منصوب لفعل محذوف هذا تقديره،(( وإذ قال ربك للملائكة)) الخطاب في قوله: ((ربك)) للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولما كان الخطاب له صار ت الربوبية هنا من أقسام الربوبية الخاصة ((إذ قال للملائكة)) اللام للتعدية أي تعدية القول للمقول له، والملائكة جمع ملأك وأصله مألك، لأنه مشتق من الألوكة وهي الرسالة، ولكن صار فيها إعلال للنقل أي نقل حرف مكان آخر مثل أشياء أصلها شيئاء، ولذلك قد تتعجب تقول كيف لا ينصرف أسماء جمع اسم كيف ينصرف أسماء جمع اسم ولا ينصرف أشياء جمع شيء؟ والسبب في ذلك أن أسماء التي جمعها اسم الهمزة فيها أصلية، وأن أشياء الهمزة فيها همزة تأنيث، المهم الملائكة نقول مشتق من أيش؟ الألوكة وهي الرسالة، ولهذا قال الله تعالى: ((جاعل الملائكة رسلا )) والملائكة عالم غيبي خلقوا من نور لا يحتاجون إلى أكل وشرب وهم عالم الغيب لا يرون، وإلا فهم موجودون معنا ويحضرون مجالس العلم ويحضرون مجالس الذكر ويقفون عند أبواب المساجد يوم الجمعة يكتبون الأول فالأول، ثم إذا حضر الإمام طووا الصحف ثم أتوا يستمعون الخطبة، لكن هل نحن نراهم؟ لا نراهم وهذه من حكمة الله عز وجل وابتلائه أن يخبرنا الله ورسوله عن هؤلاء بهذه الصفات ليبتلينا هل نؤمن أو لا نؤمن، لكن مع ذلك أحيانا يتشكلون بصور البشر كما قال الله تعالى عن جبريل حين قابل مريم: ((تمثل لها بشرا سويا )) بشر عادي ما في شيء، وكما جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو جالس في أصحابه بصورة رجل كما قال عمر رضي الله عنه: (شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد وجلس إلى النبي عليه الصلاة والسلام جلسة المتأدب أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه) وسأله الأسئلة المعروفة، وكما أتى ملك الموت إلى موسى عليه السلام ليقبض روحه بصورة الإنسان وكان موسى عليه السلام شديدا قويا فصكه دفاعا عن نفسه، لأنه لم يعرف أنه رسول الله عز وجل وإلا لو علم ما فعل هذا، لكن كعادة البشر يدافع الإنسان عن نفسه وكما هو معلوم عن موسى صلى الله عليه وسلم أنه رجل قوي شديد لما استغاثة الذي هو من شيعته على الذي من عدوه وكزه وكزة واحدة فقضى عليه هلك نعم؟ فعلى كل حال الملائكة الأصل فيهم أنهم عالم غيبي.
قال لهم: (( إني جاعل في الأرض خليفة)) خليفة يخلف الله؟ أو يخلف من سبقه؟ أو يخلف بعضهم بعضا يتناسلون أم ماذا؟ أما الأول فيحتمل أن الله تعالى أراد من هذه الخليقة آدم وبنيه أن يجعل منهم الخلفاء يخلفون الله تعالى في عباده بإبلاغ شريعته والدعوة إليها لا عن جهل بالله سبحانه وتعالى وحاشاه من ذلك ولا عن عجز ولكنه يمن على من يشاء من عباده كما قال تعالى: ((يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس)) هو خليفة يخلف الله في الحكم بين عباده، وكذلك أيضا يخلفون من سبقهم، خليفة يخلفون من سبقهم، وعلى هذا فتكون الخليفة هنا على هذا الاحتمال بمعنى الفاعل أو المفعول؟ على الفاعل، وعلى الأول بمعنى المفعول، أو أنهم يخلف بعضهم بعضا بمعنى أنهم يتناسلون هذا يموت وهذا يحيى، وعلى هذا التقدير أو على هذا التفسير تكون خليفة صالحة لاسم الفاعل واسم المفعول، كل هذا محتمل وكل هذا واقع.
قال لهم: (( إني جاعل في الأرض خليفة)) خليفة يخلف الله؟ أو يخلف من سبقه؟ أو يخلف بعضهم بعضا يتناسلون أم ماذا؟ أما الأول فيحتمل أن الله تعالى أراد من هذه الخليقة آدم وبنيه أن يجعل منهم الخلفاء يخلفون الله تعالى في عباده بإبلاغ شريعته والدعوة إليها لا عن جهل بالله سبحانه وتعالى وحاشاه من ذلك ولا عن عجز ولكنه يمن على من يشاء من عباده كما قال تعالى: ((يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس)) هو خليفة يخلف الله في الحكم بين عباده، وكذلك أيضا يخلفون من سبقهم، خليفة يخلفون من سبقهم، وعلى هذا فتكون الخليفة هنا على هذا الاحتمال بمعنى الفاعل أو المفعول؟ على الفاعل، وعلى الأول بمعنى المفعول، أو أنهم يخلف بعضهم بعضا بمعنى أنهم يتناسلون هذا يموت وهذا يحيى، وعلى هذا التقدير أو على هذا التفسير تكون خليفة صالحة لاسم الفاعل واسم المفعول، كل هذا محتمل وكل هذا واقع.