إثبات الفعل الاختياري لله عز وجل حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات الفعل الاختياري لله عز وجل وهذا يتكرر عليكم كثيرا، فما معنى الفعل الاختياري؟ معناه: أن من أهل البدع من يقول إن الله لا تقوم به الأفعال الاختيارية، فلا يجيء ولا يستوي ولا ينزل ولا يتكلم ولا يضحك ولا يفرح ولا يعجب، لأن هذه أمور اختيارية تقع بالمشيئة ،ولو صح عن يوصف الله بها لكان حادثا، لأن هذه حوادث والحوادث لا تقوم إلا بحادث، قياس فاسد في مقابلة النص وسبحان الله العظيم! ما أعظم أن يصفه الله عزوجل بأنه لا يفعل،هذا أكبر عيب أن يكون الرب عز وجل لا يفعل ولهذا فسر بعض السلف الحي في قوله تعالى: ((الحي القيوم)) ((الحي)) هو الفعال لأن من كمال الحياة أن يفعل ما يشاء، وإذا لم يفعل ما يشاء فهو ناقص لاشك، فهؤلاء والعياذ بالله سلبوا بعقولهم الواهية الضعيفة الفاسدة سلبوا الله عز وجل كماله، أضف إلى هذا القول إذا ينفون عن الله القول والفعل، لأنه ما يتكلم لا يتكلم كلاما اختياريا فنفوا عن الله القول والفعل .