تتمة فوائد الآية (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفةً قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )) حفظ
الشيخ :طيب . من فوائد الآية الكريمة: أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا على أحد الأقوال في معنى خليفة، وهذا هو الواقع أن بني آدم يخلف بعضهم بعضا فتجد من له مائة سنة مع من له سنة واحدة وما بينهما، وهذا من حكمة الله عز وجل، لأن الناس لو بقوا من ولد بقي لضاقت الأرض بما رحبت ولا ما استقامت الأحوال ولا حصلت الرحمة للصغار ولا الولاية عليهم إلى غير ذلك من المصالح العظيمة.
ومن فوائد الآية الكريمة: قيام الملائكة بعبادة الله عز وجل، لقولهم: (( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )).
ومنها: كراهة الملائكة للإفساد في الأرض، لقولهم: ((أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء )).
ومن فوائد هذه الآية: أن وصف الإنسان نفسه بما فيه من الخير لا بأس به، لقولهم: (( ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك )) إذا كان المراد مجرد الخبر فلا بأس، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: (أنا سيد ولد آدم ولا فخر) وأما إذا كان المقصود الافتخار وتزكية النفس فهذا لا يجوز.
ومن فوائد الآية الكريمة: شدة تعظيم الملائكة لله عز وجل حيث قالوا: ((نسبح بحمدك))، والثاني: ((نقدس لك)) فهو يشبه قوله: (نقني من الذنوب والخطايا واغسلني من خطاياي).
ومن فوائد الآية الكريمة: جواز المفاضلة بين الله وبين الخلق، لقوله: (( إني أعلم ما لا تعلمون )) و((أعلم)) اسم تفضيل وهذا هو الحق، وخالف بعض من يقولون: إنهم ينزهون الله، وقالوا ((أعلم)) ليست على بابها بل هي بمعنى عالم وما علموا أنهم إذا فسروها بعالم صار هذا أشد تنقصا لله، لأن كلمة عالم لا تمنع المشاركة ومن المعلوم أن الخلق فيهم من هو عالم كما قال الله تبارك وتعالى: (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون)) وقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ((علمك ما لم تكن تعلم)) .وقال الله تعالى: (( فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن )) وعليه فنقول ((أعلم)) هنا على بابه كما يقال: إن الله أرحم الراحمين وفي القرآن الكريم (( أليس الله بأحكم الحاكمين )) استنباط فوائد ما في أسئلة .