تفسير قوله تعالى : (( قلنا اهبطوا منها جميعاً فإما يأتينكم مني هدًى فمن تبع هداي فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون )) مع إعراب الآية حفظ
ثم قال الله عزوجل: (( قلنا اهبطوا منها جميعا )) ((اهبطوا)) الواو تدل على الجمع، وهل المراد الجمع أو المراد التثنية بناء على أن أقل الجمع اثنان، لأن العلماء مختلفون هل أقل الجمع اثنان أو أقل الجمع ثلاثة؟ فمن قال: إن أقل الجمع اثنان قالوا: المراد هنا آدم وحواء فقط، ومن قال: أقل الجمع ثلاثة قال: آدم وحواء وإبليس، لأن إبليس وإن لم يكن في الجنة خرج منها حين أبى أن يسجد لآدم ولكن هو حولها يوسوس لهما ويكلمهما، فقيل لهم جميعا: ((اهبطوا منها جميعا )) هل في القرآن اهبطا بالألف ؟ فيها اهبطا، وهذا مما يؤيد أن الضمير هنا الواو إنما تدل على اثنين فقط، ((اهبطا منها جميعا)) أي الاثنين، وهي حال من الواو في ((اهبطوا)) . ((فإما يأتينكم مني هدى )) إما أصلها إن ما فإن شرطية وما زائدة للتوكيد و((يأتينكم)) أيضا فعل مؤكد بنون التوكيد، ولذلك لم يكن مجزوما بل كان مبنيا على أيش ؟ لماذا ؟ لاتصاله بنون التو كيد لفظا وتقديرا، (( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع )) طيب ((فإما يأتينكم مني هدى)) أي علما وذلك بالوحي الذي يوحيه الله تعالى إلى أنبيائه ورسله، (( فمن تبع)) الفاء هنا رابطة للجواب جواب الشرط ، لأن الجملة بعد الفاء هي جواب الشرط والجملة بعد الفاء هنا اسمية ولا فعلية؟ اسمية، وقوله: ((فمن تبع)) من شرطية و((تبع)) فعل الشرط والفاء في قوله: ((فلا خوف)) رابطة للجواب أيضا ولا نافيه وخوف مبتدأ انظر ستأخذ الشروط الآن جملة (( فمن تبع هداي فلا خوف)) جواب إن في قوله: (فإما يأتينكم)) وجملة: (( فلا خوف)) جواب: ((فمن تبع)) ((فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي)) أي أخذ به تصديقا بأخباره وامتثالا لأحكامه، وأضافه الله لنفسه لأنه الذي أنزله عزوجل وأمر عباده به، ((فلا خوف عليهم)) فيما يستقبل ((ولا هم يحزنون)) فيما مضى بل هم مطمئنون غاية الطمأنينة لا خوف عليهم مما يستقبل، لأنهم آمنون ولا هم يحزنون عما سبق لأنهم قد اغتنموه وقاموا فيه بالعمل الصالح .