تفسير قوله تعالى : (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )) حفظ
قال: (( ولا تلبسوا الحق بالباطل)) تلبسوا أي تخلطوا فهم كانوا يأتون بالشبهات تشبه على الناس، فيقولون مثلا محمد حق لكنه يبعث في الأميين لا لجميع الناس فيلبسون الحق بالباطل، لأن الذي يسمع مثل هذا الكلام لا يقول إن بني إسرائيل كفروا بمحمد بل آمنوا به وكفروا، لكن إذ لبسوا على الناس وقالوا: إن محمدا عربي مرسل إلى العرب وأتوا بمثل قوله تعالى: ((هو الذي بعث في الأميين رسولا )) شبهوا ولبسوا على الناس .
قال: (( وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)) هنا الواو هل هي عاطفة؟ أو واو المعية ؟ تحتمل معنيين يعني يحتمل المعنى لا تلبسوا الحق بالباطل ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون ، ويحتمل لا تلبسوا الحق بالباطل مع كتمان الحق، لكن على هذا التقدير يبقى إشكال وهو أن قوله: ((لا تلبسوا الحق بالباطل)) يقتضي أنهم يذكرون الحق والباطل، فيقال: نعم هم وإن ذكروا الحق والباطل فقد كتموا الحق في الحقيقة، لأنهم لبسوه بالباطل فبقي خفيا، فيبقى الآن يبقى جواز أن تكون الواو عاطفة وأن تكون واو المعية، (( وتكتموا الحق وأنتم تعلمون)) أي تعلمون أن الحق فيما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام وأنكم مبطلون في كتمانكم إياه .