تتمة تفسير قوله تعالى : (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) حفظ
الشيخ : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .قال الله تبارك وتعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) الخطاب هنا لبني إسرائيل من أول قوله: ((يبني إسرائيل أذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم )) وبنو إسرائيل هم اليهود والنصارى، لأن إسرائيل هو ابن إسحاق ابن إبراهيم فبنوه هم اليهود والنصارى . يقول الله عزوجل: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة )) أقيموها أي إيتوا بها مستقيما،وهذا كما أمر الله به بني إسرائيل أمر الله به هذه الأمة، والصلاة هنا يشمل الفريضة والنافلة ((وآتوا الزكاة)) أعطوا الزكاة، وكما يعلم النحاة منكم أن آت تنصب مفعولين التي بمعنى أعطي تنصب مفعولين ، المفعول الأول: هنا الزكاة، والمفعول الثاني: محذوف، والتقدير: أهلها أو من يستحقها، ((آتوا الزكاة)) والزكاة هي التعبد أو هي المال المدفوع امتثالا لأمر الله إلى أهله من أموال مخصوصة معروفة وهي : الذهب والفضة وبهيمة الأنعام والخارج من الأرض، عروض التجارة فيها خلاف طويل عريض بين علماء المسلمين، ولكن الصحيح أن الزكاة فيها واجبة ((آتوا الزكاة )) وسمي بذل المال زكاة ،لأنه يزكي النفس ويطهرها، قال الله تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )).
(( واركعوا مع الراكعين )) أي صلوا مع المصلين، وإنما قلنا ذلك، لأنه لا يتعبد لله بركوع مجرد يعني لو أن إنسانا أراد أن يتعبد لله بركوع مجرد قلنا هذا بدعة، فالمراد إذا صلوا مع المصلين، واعلم أن التعبير عن العبادة بجزء منها يدل على أن هذا الجزء من أركانها ومن بنيتها ولا يمكن أن تصح بدونه، والتعبير بالجزء عن الكل معروف في اللغة العربية في القرآن الكريم ((فتحرير رقبة )) والمراد؟ عبد، المراد العبد التام ، لكن كما رأيتم الرقبة لا يمكن أن يبقى البدن بدونه، فهل يصح أن نقول تحرير أصبع ؟ لا، لأن الأصبع قد يفقد ويبقى البدن، هنا نقول: ((اركعوا مع الراكعين)) أي صلوا مع المصلين، ولا يمكن أن يعبر بالركوع عن الصلاة إلا والركوع جزء لا يتجزأ منها ولابد منها .