فوائد الأية (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) حفظ
في هذه الآية الكريمة دليل على أن الصلاة واجبة على الأمم السابقة، وأن فيها ركوعا كما أن في الصلاة التي في شريعتنا ركوع، وقد دل على ذلك أيضا قول الله تعالى لمريم :(( يمريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) فعلى الأمم السابقة صلاة فيها ركوع وسجود.
ومن فوائد الآية الكريمة : أن الأمم السابقة أيضا عليهم زكاة، لأنه لابد من الامتحان بالزكاة، فإن من الناس من يكون بخيلا بذل الدرهم عليه أشد من شيء كثير، فيمتحن العباد بإيتاء الزكاة وبذل شيء من أموالهم حتى يعلم بذلك حقيقة إيمانهم، ولهذا سميت الزكاة صدقة لماذا ؟ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها .
ومن فوائد هذه الآية الكريمة : وجوب صلاة الجماعة، لقوله: (( اركعوا مع الراكعين )) هكذا استدل بها بعض العلماء لكن هذا الاستدلال قد يكون فيه مناقشة، وأنه لا يلزم من المعية المصاحبة في الفعل، ولهذا قيل لمريم: (( اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين )) والنساء ليس عليهن جماعة وعلى هذا فنقول: الاستدلال بهذه الآية على وجوب صلاة الجماعة فيه شيء من النظر، ثم نردف هذا القول بأنه لا ينبغي عند المناظرة أن تأتي بدليل يمكن أن يمنع الاستدلال به خصمك، لأن هذا يدل على ضعفك، وربما تضعف عن دليل قوي لا يستطيع دفعه، لأنك ضعفت في هذا الدليل فتنكسر قوتك، وانظر إلى محاجج إبراهيم حين قال له الرجل: أنا أحيي وأميت، ما جادله لم يقل أنت تحيي وتميت لكن ما تستطيع أن تحيي الميت أو تميت الحي إنما تفعل الأسباب، عدل عن ذلك وقال أيش؟ (( إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر )) فالمهم أنا أقول لكم في باب المناظرة لا تأتوا بدليل هش فيستنصر به خصمكم ربما تجادلون أحدا في باب الصفات في باب الصفات في العقيدة فتأتون بدليل الهش فيستطيل به عليكم خصمكم لا تأتوا إلا بدليل لا يمكن الخصم أن يفك عقدته، إذا لا نسلم أن الآية هذه تدل على وجوب صلاة الجماعة لكن الحمد لله وجوب صلاة الجماعة بأدلة أخرى ظاهر.