تفسير قوله تعالى : (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون )) حفظ
وبعد هذه الفعلة القبيحة الشنيعة قال الله عزوجل: (( ثم عفونا عنكم من بعد ذلك )) وانظر إلى قوله : ((وأنتم ظالمون)) هل هم ظالمون لأنفسهم؟ أو ظالمون لغيرهم ؟ ظالمون لأنفسهم فإن كل عاص ظالم لنفسه، فإن تعدت مضرة معصيته إلى غيره صار ظالما لنفسه ولغيره.
((ثم عفونا عنكم)) أي تجاوزنا عن هذا الفعل، ورفعنا عنكم العقوبة ((لعلكم تشكرون)) أي لأجل أن تشكروا، ولعل هنا للتعليل وكما أسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني منها: التعليل وذلك كثير في القرآن الكريم، ومنها: الرجاء، ومنها التمني، ومنها: الإشفاق والخوف، ومنها: التوقع وكل هذا يعرف بالسياق.
وقوله: ((لعلكم تشكرون)) الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن، دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)) وقال في المؤمنين: (( كلوا من طيبات ما رزقنكم واشكروا لله)) وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح وهو كذالك لاشك فيه.
واعلم أن الشكر لا يكون إلا في مقابلة إحسان بخلاف الحمد، الحمد يكون لكمال المحمود ولأفضال المحمود، فسببه أعم من الشكر، ولكن الشكر أعم من الحمد من حيث تعلقه باللقب واللسان والجوارح كما قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.
((ثم عفونا عنكم)) أي تجاوزنا عن هذا الفعل، ورفعنا عنكم العقوبة ((لعلكم تشكرون)) أي لأجل أن تشكروا، ولعل هنا للتعليل وكما أسلفنا من قبل ترد لعل لعدة معاني منها: التعليل وذلك كثير في القرآن الكريم، ومنها: الرجاء، ومنها التمني، ومنها: الإشفاق والخوف، ومنها: التوقع وكل هذا يعرف بالسياق.
وقوله: ((لعلكم تشكرون)) الشكر هو العمل الصالح هكذا جاء في القرآن، دليله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال الله تعالى: ((يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا)) وقال في المؤمنين: (( كلوا من طيبات ما رزقنكم واشكروا لله)) وهذا يدل على أن الشكر هو العمل الصالح وهو كذالك لاشك فيه.
واعلم أن الشكر لا يكون إلا في مقابلة إحسان بخلاف الحمد، الحمد يكون لكمال المحمود ولأفضال المحمود، فسببه أعم من الشكر، ولكن الشكر أعم من الحمد من حيث تعلقه باللقب واللسان والجوارح كما قال القائل:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا.