تفسير قوله تعالى : (( ذلكم خيرٌ لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم )) حفظ
قال موسى: (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )) ((ذلكم خير لكم)) ، ذلكم، المشار إليه القتل وهنا قال: ((ذلكم))، ولم يقل: ذلك ؟ لماذا؟
الطالب : لأنه شبه جماعة.
الشيخ : لا، خطأ خطأ انتبه قال ((ذلكم)) ولم يقل ذلك، ولا يشير إلى جماعة؟
الطالب : يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد.
الشيخ : صحيح يخاطب الجماعة ويشير إلى واحد وهو القتل، المشار إليه واحد، مفرد مذكر وهو القتل، والمخاطب جماعة وهم قومه، وهم قومه ((ذلكم خير لكم عند بارئكم)) قوله: ((خير لكم)) يعني من عدم التوبة أو من عدم القتل، وهذا من التفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء، فهمتم؟ والتفضيل بما ليس في الطرف الآخر منه شيء هذا وارد في اللغة العربية ، لكن بعضهم يقول إنه يحذف منه اسم التفضيل هنا ويكون دليلا على وجود الخير في هذا الأمر بدون تقدير المفضل عليه، نعم؟ فمثلا هنا يقول قائل: لو لم يقتلوا أنفسهم هل في ذلك خير؟ ما فيه خير، فلماذا قال: ((ذلكم خير لكم)) ؟ نقول فيها جوابان، أحدهما: أن هذا من باب التفضيل بما ليس للطرف المفضل عليه منه شيء، كقوله تعالى: (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) خير مستقرا من أهل النار مع أن أهل النار ليس في مستقرهم خير، وبعضهم يقول: إنه هنا ليست اسم تفضيل لمثل هذا، بل فيه وصف هذا الشيء في الخيرية فقط وليس من باب المفضل والمفضل عليه في شيء (( ذلكم خير لكم عند بارئكم )).
ثم قال الله تعالى: ما نقول قال صلى الله عليه وسلم ، نقول: قال الله تعالى: ((فتاب عليكم)) هذا محط ذكر النعمة ولا لا؟ لأن الأول: ((وإذ قال موسى لقومه)) ذكر الذنب والتوبة منه، لكن النعمة بأي شيء؟ بتوبة الله عليهم، ولهذا قال: ((فتاب عليكم)) و توبة الله على عبده معناه أنه يرضى عنه بعد الغضب ويقبل إليه بعد التولي عنه والإعراض عنه، نعم؟ أو أيه ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله، لا لا لا، أذكر نعمة الله إذ قال: ((فتاب عليكم)) هذا من كلام الله .
وقوله: ((فتاب عليكم)) أيش معني تاب؟ أقبل إليكم بعد أن كان معرضا عنكم، أو أن المعنى تاب أي قبل التوبة، قبل التوبة منكم، ومن لازم قبول التوبة منهم يقبل الله إليهم .
ثم قال الله تعالى: (( إنه هو التواب الرحيم)) ((إن الله هو التواب الرحيم)) هو، ضمير فصل، ويسميه بعض النحويين ضمير عماد لاعتماد الخبر عليه، وضمير فصل، لأنه فصل بين الصفة والخبر.
وقد ذكرنا أن فيه ثلاث فوائد من يذكرها؟ ضمير الفصل فيه ثلاث فوائد ذكرناها سابقا ويش يا صالح ؟ يعني الفصل والحصر والثالث التوكيد نعم. وقوله: ((التواب)) صيغة مبالغة، ولم يقل التائب نعم؟ لأن التائب تدل على مطلق الفعل، لكن التواب تدل على كثرته، والله سبحانه وتعالى كثير التوبة لكثرة توبته على عبده، وكثير التوبة لكثرة من يتوب عليهم من الناس، فهو يتوب بالمرات المتعددة على عبده، ويتوب للأشخاص الكثيرين الذين يكثر توبتهم، لهذا جاءت الصفة التواب.
وقوله: ((الرحيم)) أي ذوا الرحمة الواصلة للمرحوم، ذو الرحمة الواصلة للمرحوم، لأنها هنا صفة مشبهة لكن تدل على الفعل يعني أن الله تعالى رحيم، يعني راحم بالفعل.
طيب توبة الله سبحانه وتعالى وصف الله بالتوبة، ينبغي أن يعلم لأن توبة الله على العبد نوعان: توبة سابقة على توبة العبد، وتوبة لاحقة، أما توبته على السابقة على توبة العبد فهي توفيقه للتوبة، وأما توبته اللاحقة بعد توبة العبد فهي قبول التوبة، قال الله تعالى: (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار )) إلى أن قال: ((وعلى الثلاثة الذين خلفوا)) نعم قبله: (( ثم تاب الله عليه ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) ((تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم)) نعم؟ ((وإذ قلتم يا موسى. . ))
السائل : : شيخ نعم ؟