تفسير قوله تعالى : (( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى )) حفظ
ثم أخذ الله سبحانه وتعالى في تعداد نعمه عليهم في قوله: (( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى)) ((وظللنا عليكم الغمام)) في الآية الكريمة يقول الله تعالى: ((ظللنا الغمام)) فظاهرها أن المظلل الغمام كما تقول: ظللت زيدا بالكساء، ولهذا ذهب بعض المعربين إلى أن تقدير الآية الكريمة: وظللنا عليكم بالغمام ، أنت الآن تقول ظللت فلان، هو مظلل ولا مظلل به؟ مظلل، هنا قال: ((ظللنا عليكم الغمام)) ولكن عندي أنه لا يحتاج إلى تقدير وأن الذي بين المعنى تماما هو قوله: ((عليكم)) ((ظللنا عليكم)) لو قال: ظللنا الغمام فقط لكان قد يتوهم متوهم إن الغمام ظلل ولكن هو قال: ((ظللنا عليكم)) أي جعلناه ظلا عليكم، وكان ذلك في التيه حين تاهوا وقد بقوا في التيه بين مصر والشام كم ؟ أربعين سنة يتيهون في الأرض، ولكن الله تبارك وتعالى رحمهم ، هم ما عندهم ماء ولا عندهم مأوى ولا شيء نعم؟ لكن الله سبحانه وتعالى رحمهم فظلل عليهم الغمام، والغمام هو السحاب الرقيق الأبيض، وقيل السحاب مطلقا نعم؟ وقيل السحاب البارد الذي يكون به الجو باردا يتولد منه الرطوبة فيبرد الجو وهذا هو الظاهر .
(( وأنزلنا عليكم المن والسلوى )) ((أنزلنا عليكم المن)) المن يقولون: إنه شيء يشبه العسل ينزل عليهم بين طلوع الفجر وطلوع الشمس فإذا قاموا أكلوا منه، وأما السلوى فإنه طائر، طائر ناعم يسمى السمانى أو هو شبيه به، وقال لنا مشايخنا إنه هو الصفّارة، صفارا معروفة طائر معروف من أحسن ما يكون من الطيور وألذها وهو صغير تعترب. الله أكبر .