تفسير قوله تعالى : (( كلوا من طيبات ما رزقناكم )) حفظ
ثم قال: (( كلوا من طيبات ما رزقناكم )) ((كلوا)) الأمر هنا للإباحة ، الأمر للإباحة يعني أن ما أبحنا لكم هذا الذي أنزلنا عليكم من المن والسلوى.
وقوله: ((من طيبات)) هذه من لبيان الجنس وليست للتبعيض، لأنهم أبيح لهم أن يأكلوا جميع الطيبات والطيب ضد الخبيث، والخبيث قد يكون خبيثا لذاته وقد يكون خبيثا لكسبه، فالخبيث لذاته كالميتة والخنزير والخمر وما أشبه ذلك هذا خبيث لذاته كما قال الله تعالى: (( قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس)) أي نجس خبيث، هذا محرم لذاته محرم على جميع الناس، على كل الناس على مالكيه وغيره، والنوع الثاني: محرم لكسبه كالمأخوذ عن طريق الغش أو عن طريق الربا أو عن طريق الكذب أو ما أشبه ذلك، فهذا محرم على مكتسبه وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح، خلوا بالكم يا جماعة، المحرم لكسبه يكون محرما على كاسبه وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت فدل ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب، المحرم على كسبه لا يحرم على غير الكاسب .