تفسير قوله تعالى : (( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) ، والفرق بين المعصية والعدوان. حفظ
ثم قال: (( ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )) قوله: ((ذلك)) هل مرجع الضمير أي الإشارة هو مرجع الإشارة الأولى ؟ فيكون كرر تأكيدا؟ أو إن مرجع الإشارة هو الكفر والقتل ؟ الظاهر إنه الكفر والقتل، وعلى هذا فتكون المعاصي التي بعد هذا ((ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)) تكون كل من للكفر والقتل، يعني كفروا وقتلوا بما عصوا بسبب عصيانهم واعتدائهم .
نجيب المؤذن مافي دراسة .....
قوله: (( ذلك بما عصوا)) الباء للسببية، و((ما)) في قوله: ((بما عصوا)) مصدرية أي بعصيانهم وقوله: ((وكانوا يعتدون)) معطوف على قوله: ((بما عصوا)) أي و((بما كانوا يعتدون)) أي وبكونهم معتدين.
والفرق بين المعصية والعدوان إذا ذكرا جميعا أن المعصية فعل ما نهي عنه، والاعتداء تجاوز ما أمر به، ففعل ما نهي عنه يسمى معصية، والاعتداء تجاوز ما أمر به مثل أن يصلي خمس ركعات مثلا، وقيل: بالعكس وأن المعصية ترك المأمور، والعدوان فعل المحظور، وسواء هذا أو هذا فالمهم أن هؤلاء اعتدوا وعصوا فما قاموا بالواجب ولا تركوا المحرم، فلذلك تدرجت بهم الأمور حتى كفروا بآيات الله وقتلوا رسله، وفي هذا دليل إلى ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أن المعاصي بريد الكفر وهو كذلك، فالإنسان إذا فعل معصية استهان بها ثم يستهين بالثانية ثم بالثالثة وهكذا، وقد مر علينا أبيات في تفسير التقوى لعلكم تستحضرونها يقول: خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واعمل كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
وهذا صحيح إذا تراكمت الذنوب على القلوب حالت بينها وبين الهدى والنور (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)).
نجيب المؤذن مافي دراسة .....
قوله: (( ذلك بما عصوا)) الباء للسببية، و((ما)) في قوله: ((بما عصوا)) مصدرية أي بعصيانهم وقوله: ((وكانوا يعتدون)) معطوف على قوله: ((بما عصوا)) أي و((بما كانوا يعتدون)) أي وبكونهم معتدين.
والفرق بين المعصية والعدوان إذا ذكرا جميعا أن المعصية فعل ما نهي عنه، والاعتداء تجاوز ما أمر به، ففعل ما نهي عنه يسمى معصية، والاعتداء تجاوز ما أمر به مثل أن يصلي خمس ركعات مثلا، وقيل: بالعكس وأن المعصية ترك المأمور، والعدوان فعل المحظور، وسواء هذا أو هذا فالمهم أن هؤلاء اعتدوا وعصوا فما قاموا بالواجب ولا تركوا المحرم، فلذلك تدرجت بهم الأمور حتى كفروا بآيات الله وقتلوا رسله، وفي هذا دليل إلى ما ذهب إليه بعض أهل العلم من أن المعاصي بريد الكفر وهو كذلك، فالإنسان إذا فعل معصية استهان بها ثم يستهين بالثانية ثم بالثالثة وهكذا، وقد مر علينا أبيات في تفسير التقوى لعلكم تستحضرونها يقول: خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واعمل كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
وهذا صحيح إذا تراكمت الذنوب على القلوب حالت بينها وبين الهدى والنور (( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)).