فوائد الآية (( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) حفظ
وفيه دليل على أن الله سبحانه وتعالى يذكر بني إسرائيل بهذه النعم العظيمة لأجل أن يقوموا بالشكر، ولهذا قال: (( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ))
وفي قوله: ((كلوا واشربوا)) يستفاد من هذا: أن ما خلق الله من المأكول والمشروب للإنسان فالأصل فيه الإباحة والحل، لأن الأمر هنا كما مر للإباحة، فما أخرج الله لنا من الأرض أو أنزل من السماء فالأصل فيه الحل، فمن نازع في حل شيء منه فعليه الدليل نعم في حل شيء منه وقال هذا ليس بحلال بل هو حرام نقول عليك الدليل،
ما هو الذي الأصل فيه الحظر ؟ العبادات، وأما المعاملات والانتفاعات بما خلق الله فالأصل فيها الحل والإباحة .
ويستفاد من هذه الآية: تحريم الإفساد في الأرض لقوله: (( ولا تعثوا في الأرض مفسدين )) والأصل في النهي التحريم.
ويستفاد منها أيضا: أن المحرمات تقبح بحسب حال الفاعل لقوله: (( كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا )) فإنه لا يليق لمن وسع الله له في الرزق وأعطاه ما تقوم به حاجته بل كماله لا يليق منه أن كملوا؟ أن يسعى في الأرض فسادا بل اللائق به أن يقوم بشكر هذه النعم، فيسعى في الصلاح لنفسه وفي الإصلاح لغيره. في شيء تتعلق بالآية؟
الطالب : أن المعاصي في الأرض سبب لفساد .
الشيخ : أن المعاصي سبب لفساد الأرض، لأن الله تعالى يقول: (( ظهر الفساد في البر البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا )) هذا ذكر الموجب وقال: (( ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليكم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون )) هذه آية ذكر ثاني، ويقول تعالى: (( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم)) شوفوا البلوى ((فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا )) والمراد بالفرح هنا فرح البطر ((إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون)).