في قوله تعالى: (( ويقتلون النبيين )) كيف لم ينصر الله رسله على عدوه وعدوهم ؟ حفظ
السائل : ......هل هذا اختبار من الله للرسل والأنبياء؟
الشيخ : لا أبدا بل هذا في الحقيقة من زيادة أجرهم في صبرهم ومن بيان حكمة الله سبحانه وتعالى حيث يأخذ هؤلاء بالانتقام مع أنه ما قتل أحد من الرسل أمر بالجهاد، كل من أمر بالجهاد انتصر لأن الله يقول: (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )) وهذا هو الجمع بين الآية هذه التي تلوت الأخيرة وبين قوله: (( ويقتلون النبيين بغير الحق )) فإنه هذه حقيقة نسينا أن نذكرها الجمع بين الآيتين، فإن بعض العلماء يقول إن الجمع بينهما : أن الذين قتلوا لم يؤمروا بالجهاد، وأن من أمر بالجهاد من الأنبياء نصر، ومنهم من يقول إن نصرهم في الدنيا بإقامة الحجة على أعدائهم، وبيان صدقهم فيكون نصرا في القول والحجة، ومنهم من يقول أيضا (( إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا )) ببقاء ذكرهم وتخليدهم، ذكرا حسن وأنهم قاموا برسالة الله و أدوا الأمانة ولكن قتلهم أعداؤهم، ولكن الأقرب الوجه الأول، وأن كل من أمر بالجهاد لأنه لو أمروا بالجهاد وصارت النتيجة الهزيمة المطلقة صار الأمر بالجهاد عبثا ينزه الله عنه، فأقرب الأقوال إن هذه الآية : (( إنا لننصر رسلنا )) المراد بهم الذين أمروا بالجهاد نعم.