تفسير قوله تعالى : (( فأولـئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم )) حفظ
وقوله: ((فأولئك أتوب عليه وأنا التواب الرحيم)) ((فأولئك))المشار إليهم من؟ ((الذين تابواوأصلحوا وبينوا))((أتوب عليهم)) أي أقبل منهم التوبة، لأن توبة الله على العبد لها معنيان: أحدهما: توفيقه للتوبة، توفيق العبد للتوبة، والثاني: قبول هذه التوبة نعم؟ كما قال الله: ((ثم تاب الله عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم))وقوله: ((وأنا التواب)) التواب صيغة مبالغة أو صيغة نسبة أيهما ؟
الطالب :صيغة مبالغة،
الشيخ :صيغة مبالغة ونسبة في الحقيقة، لأن فعال تأتي للمبالغة وتأتي للنسبة، فإن قيدت بمعمول فهي للمبالغة وإن أطلقتفهي للنسبة، أو نقول هي للمبالغة والنسبة في كل حال يعني تصح لهذا ولهذا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:(أما أبو جهم فضراب للنساء) هذه صيغة مبالغة يعني كثير الضرب للنساء، ولهذا في لفظ آخر:(لا يضع العصا عن عاتقه) وقال تعالى: ((وما ربك بظلام للعبيد)) هذه؟ مبالغة، لا هذه نسبة، يتعين أن تكون للنسبة، لأنك لو قلت وما ربك بظلام إنها للمبالغة لكان المنفي المبالغة في الظلم، وأما الأصل في الظلم فليس بمنفي، وهذا لا يليق بالله عزوجل نعم؟ فإذا((وما ربك بظلام للعبيد)) هنا ظلام صيغة مبالغة فقط ما تصح نسبة، هنا التواب.
الطالب :نسبة.
الشيخ :غلط صيغة؟ نسبة وليست صيغة مبالغة نعم، طيب التواب تصلح للأمرين جميعا، فهو سبحانه وتعالى موصوف بالتواب، وهو ذوا توبة على جميع العباد، وكذلك موصوف بكثرة التوبة، لكثرة توبته سبحانه وتعالى وكثرة من يتوب عليهم، كم يفعل الإنسان من ذنب فيتوب ويتوب الله عليه نعم؟ كثير، وكم من أناس أذنبوا فتابوا فتاب الله عليهم؟ كثير، ولهذا جاءت التواب . وقوله: ((الرحيم))جمع بين التوبة والرحمة، لأن بالرحمة إحسان وبالتوبة زوال العقوبة، فجمع الله بينهما فهو يتوب وإذا تاب سبحانه وتعالى رحم التائب، ويسر له اليسرى وسهل له أمور الخير، فحصل هذا الخير العظيم، وفي هذه الآية التفات ((وأنا التواب الرحيم)) فيها الالتفات،من أين؟
الطالب :الخطاب للمتكلم، وين الخطاب؟
الشيخ :لا وين الغيبة ؟ وين يتوب الله عليه ؟ ((أولئك يتوب عليهم))أتوب عليهم للمتكلم ،وأنا للمتكلم أيضا.
الطالب :((إلا الذين تابوا)) هذه للغيبة،
الشيخ :ما يعود على الله ما يعود على الله حتى نقول هذه التفات.
الطالب :سياق يقول إنه يتوب الله عليهم، خطأ ولا.
الشيخ :طيب نوسع لكم شيء، في هذه الآية مع التي قبلها التفات ؟ أي نعم، كيف؟
الطالب : لأن الله يقول ((ويلعنهم الله)) وهذا يقول ((وأتوب عليهم))
الشيخ :لا بأس هذه أنتم فتحتموها عليه ولا ما هي من عندي، فيها الالتفات مع الآية التي قبلها مرتين، التفات مرتين،((إن الذين يكتمون ما أنزلنا)) هذه بصيغة التعظيم، ((ما أنزلنا))ما قال: ما أنزلت، فأولئك.