تفسير قوله تعالى : (( وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها )) حفظ
نعم نبدأ من ((وما أنزل الله من السماء)) نعم (( وما أنزل الله من السماء من ماء)) يعني وفيما أنزل الله من السماء من ماء ((أنزل من السماء)) المراد بالسماء هنا العلو، هذا هو الصحيح، وإن كان بعضهم ذكر أنه يحتمل أن المراد به الجرم، السماء المحفوظ، وقال: إن الماء ينزل من السماء على السحاب، ثم ينزل من السحاب على الأرض، لكن هذا خلاف الواقع ، وخلاف ما دل عليه القرآن، فالصواب أن المراد بـ((السماء)) هنا العلو ((وما أنزل الله من السماء)) وقوله: ((من ماء)) هذه بيان لماء، لماء في قوله: ((وما أنزل الله)) نعم.وقوله: ((من ماء)) المراد به؟ المطر، هذا الذي أنزل الله من السماء فيه آيات عظيمة منها: كونه ينزل من السماء، فمن الذي حمله إلى السماء؟ الله عزوجل،كذلك ينزل رذاذا، هذا من آيات الله الدالة على رحمته، لو كان ينزل صبا لأهلك العالم، لكنه ينزل ردادا، وكونه ينزل من السماء لا يجري من الأرض هذا أيضا من آيات الله، لأجل أن ينتفع به سهل الأرض، وجبالها، سهولها وجبالها، ولو كان يمشي لغرق الأسفل قبل أن يصل إلى الأعلى. كذلك من آيات الله كونه ينزل لا حارا ولا باردا؟ يجعلنا البرد، البرد ذكره الله تعالى في سياق يدل على أنه نوع من الانتقام ((وننزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)) وإن كان الله سبحانه وتعالى قد جعله رحمة، لكن الغالب أنه انتقام.