تفسير قوله تعالى : (( ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدوٌ مبينٌ )) وتعريف كلمة الشيطان واشتقاقه حفظ
نعم يقول: (( ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان )) أمر بعده نهي ، لأن إتباع خطوة الشيطان يخالف الدخول في السلم كافة ، (( لا تتبعوا )) المعنى واضح فيها يعني لا تتبعوها، (( وخطوات )) جمع خطوة ، ويصح فيها: (( خطوات )) (( وخطوات )) والخطوة هي عبارة عن منتهى نقل القدم عند المشي هذه خطوة، تمشي مثلا نقل قدمك من هذا إلى هذا يسمى خطوة ، والمعنى ظاهر أننا لا نتبع الشيطان في خيره ، خطوات الشيطان ، لماذا ؟ لأن الله بين في آية أخرى أن الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر، فإنه لا يمكن أن يتبع ، هل يرضى أحد أن يتبع الفحشاء والمنكر؟ لا ، أيضا الشيطان لنا عدو كما قال تعالى: (( إن الشيطان لكم عدو )) ثم قال: (( فاتخذوه عدوا )) إذا كان لكم عدو اتخذوه عدوا ، إذا هل أحد من العقلاء يتبع عدو ه؟ لا، ما أسمع إلا صوتين ضعيفين لأنكم كنتكم تستخيرون الله في الجواب ؟ نعم ما أحد يتبع عدوه ، لا أحد يتبع عدوه، واضح؟ نعم، طيب إذا كان الشيطان يأمر بالفحشاء والمنكر وكان عدوا لنا فليس من العقل فضلا عن مقتضى الإيمان أن يتابعه الإنسان في خطواته . طيب ما هي خطوات الشيطان ؟ إذا قال قائل بينوا لنا خطوات الشيطان؟ نقول بينها الله عز وجل يأمر بالفحشاء وهي الذنوب ، والمنكر نعم؟ فكل معصية فهي من خطوات الشيطان سواء كانت تلك المعصية من فعل المحظور أو من ترك المأمور، فإنها من خطوات الشيطان، لكن هنا أشياء بين الرسول عليه الصلاة والسلام أنها من فعل الشيطان نقطة عليها بعينها مثل: الأكل بالشمال، والشرب بالشمال ، والأخذ بالشمال ، والإعطاء بالشمال هذه بينها الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من فعل الشيطان ، وكذلك الالتفات في الصلاة اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد، فهذه منصوص عليها بعينها واضحة ، وغير منصوص عليه نقول كل معصية فهي من خطوات الشيطان. وقوله: (( الشيطان )) تقدم لنا هل هو مشتق من شطن أو من شاط ، من شطن بمعنى ضعف لبعده عن رحمة الله ، أو من شاط بمعنى غضب وحمق ، لأنه هو لاشك أنه أحمق ما يكون من عباد الله. نعم ؟ لا، هو لاشك أنه من وساوس الشيطان ، أما أن نقول أنه من الشيطان فإن ظاهر الآية الكريمة أنه ليس منه ، لأنه قال: (( لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر الفحشاء والمنكر )) . وقوله: (( إنه لكم عدو مبين )) هذه الآية مؤكدة بمؤكدين: إن ، واللام ، كذا؟ نعم ، متأكدون؟ بمؤكدين وهي: إن واللام ؟ لا، تقديم الخبر ، لا ما فيها ، فيها تأكيد وهي إن، لكن فيها تأكيد معنوي بغير حروف المؤكدة وهو قوله: ((عدو مبين)) . وقوله: (( إنه لكم عدو مبين )) إنه لكم كأن الشيطان ما جعل عدوا إلا لنا لبني آدم نعم؟ ولاشك أنه عدو لنا بخبر الله عز وجل وهو دليل نظري دليل أثري واضح وبالدليل العقلي النظري ، لأن الشيطان ما استحق اللعنة إلا لعدم خضوعه لأبينا بأمر الله ، فهذا الذي طرد وابعد عن رحمة الله بسبب أبينا بسبب آدم يصير عدو لنا ولا لا؟ نعم، لأنه يقول هؤلاء هم الذين كانوا سببا لطردي وإبعادي عن رحمة الله و استحاق اللعنة ، فلهذا كان عدوا لنا بدليل السمعي ويش بعد ؟ العقلي . وقوله: (( إنه لكم عدو مبين )) كلمة مبين مفعل يجوز أن تكون من أبان بمعنى أظهر، ومن أبان بمعنى بان، لأن بان يبين فهو بين، وأبان يبين فهو مبين بمعنى واحد، إلا أن أبان رباعية تأتي بمعنى أظهر لا بمعنى ظهر نعم ، (( إنه لقرآن )) لا إنه في سورة يس؟ (( إنه لذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا )) قرآن مبين هنا بمعنى بين ولا مظهر؟ (( قرآن مبين )) يعني مظهر والدليل قوله: (( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين )) وأما مبين بمعنى بين فمثل قوله تعالى: (( وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين)) يعني بين. طيب كلمة مبين هنا (( إنه لكم عدو مبين )) بمعنى بين أو بمعنى مظهر؟ يعني بمعنى ظاهر ولا بمعنى مظهر ؟ ظاهر ، نعم ؟ ظاهر ومظهر أيضا ، ظاهر ومظهر ، لأن كونه يأمرنا بالفحشاء والمنكر معناه أنه أظهر العداوة، وكذلك كونه لم يسجد لأبينا ويقول إنه خير منه هذا أيضا يظهر عداوته، فهو صالح للأمرين . طيب ومن هو العدو ويش هو العدو؟ العدو من العادات وهي البعد والتنافق ، قال الفقهاء : ومن سره مساءة شخص أو غمه فرحه فهو عدو ، يعني : عدوك من يحزن لسرورك ويسر لحزنك هذا عدو، نعم هذا هو العدو ، الشيطان هو كذلك؟ نعم، الدليل: (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئا إلا بإذن الله )) وفي قوله: (( لا تتبعوا الشيطان إنه لكم عدو مبين )) ختم الآية بهذه أو ختم هذا النهي بهذه الجملة فيه فائدتان، فائدة الأولى: تعليل الحكم السابق ، والفائدة الثانية: التحريم من إتباع خطوات الشيطان .