شرح الحديث القدسي ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ) حفظ
طيب فإن قلت ماذا تقول في قوله تعالى حديث القدسي: ( فإذا أحببت كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ... ) ومعروف أن الخبر مسند إلى المبتدأ ( كنت ) أحببت هذه اسم كان وهي في الأصل مبتدأ وسمعه خبر كان وهي في الأصل خبر ، ومعروف أن الخبر مسند إلى المبتدأ فقلت زيد قائم فالقيام لمن؟ لزيد، فكيف تقول في هذا الحديث القدسي: كنت سمعه نعم؟ هل تقول إن الله عز وجل إن المراد كان الله ذاته سمعا لهذا ؟ لا، نقول ( كنت سمعه ) على القاعدة، لكن ما قال الله إن السمع يكون هو الله بل قال: (كنت سمعه ) فالمعنى إن الله تعالى يسدد في سمعه وبصره وجوارحه ( كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ ني لأعيذنه ) والحديث كله من أوله إلى آخره يدل على أن هذا أمر مستحيل ، (ما تقرب إلى عبدي ) إلي عبدي ، ومن المعلوم أنه لا يمكن أن يكون العابد والمعبود ، ( أحب إلى مما افترضت عليه ) ، (( ولا يزال عبدي يتقرب إلى )) فهنا لا يزال عبدي فالعيد لا يكون هو المعبود، (يتقرب إلي) ما يمكن المتقرب هو المتقرب إليه ( حتى أحبه ) هناك حاب ومحبوب ( فإذا أحببت كنت سمعه ) ما يمكن الله يكون هو سمع هذا المخلوق ما يمكن .