تفسير قوله تعالى : (( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم )) حفظ
(( وعسى أن تكرهوا شيئا وهي خير لكم )) عسى هذه هنا بمعنى الرجاء، أو بمعنى الإشفاق، أو بمعنى التوقع، أو بمعنى التعليل يعني أربعة معاني نعم ؟ تعليل ؟ تعليل ، تصله التعليل؟ لو قلت مثلا: كل هذا الدواء عسى أن تبرأ هذه ؟ هذه للتعليل واضح أو للترجي ، لكن هنا (( وعسى أن تكرهوا )) الظاهر والله أعلم أقرب شيء أنها لتتوقع أو أنها للترجية ما هو للترجي الله عزوجل ما يترجى كل شيء عنده هين لكن للترجية بمعنى أنه يريد من المخاطب نعم؟ أيش؟ أن يرجوا ذلك، أن يرجوا هذا، يعني معناه افعلوا ما هو كره لكم عسى أن يكون خيرا (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )) ، وهذا الذي ذكر الله عزوجل هنا واقع ولا لا ؟ واقع حتى في الأمور غير التعبدية ، أحيانا يفعل الإنسان شيئا من الأمور العادية ويقول: ليتني لم أفعل ، أو ليت هذا لم يحصل فإذا العاقبة تكون حميدة وحينئذ يكون كره شيئا وهو خير له. القتال كره لنا لكن عاقبته خير لأن المقاتل كما قال الله عزوجل آمرا نبيه: (( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين )) أنه لابد من الحسنى (( إحدى الحسنيين )) ما هما ؟ إما النصر والظفر ، وإما الشهادة أليس كذلك ؟ بلى ، إذا فالمقاتل في سبيل الله على خير (( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم )) وهذا أيضا كثيرا ما يقع يحب الإنسان شيئا ويلح فيه ثم تكون العاقبة سيئة نعم؟ ، والإنسان بمثل هذه الآية الكريمة يسلي نفسه في كل ما يفوته مما يحبه ، ويصبر نفسه في كل ما يناله مما يكرهه كل شيء ينالك وأنت تكرهه فإنك تصبر نفسك (( عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )) ، وكل شيء يفوته ونفسك تطلبه تسليها فتقول (( عسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم )) وهذا هو الواقع ولو أن الإنسان تأمل ما يجري لحياته اليومية لوجد في ذلك شيئا كثيرا.