تفسير قوله تعالى : (( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) حفظ
ثم قال: (( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) سبحانه وتعالى فهو سبحانه وتعالى لا يقدر للمؤمن شيئا إلا كان خيرا له ولا يوجب على المؤمن شيئا إلا كان خيرا له ولا يحرم عليه شيئا إلا كان خيرا له، ولا تقل ليت هذا لم يحرم، ليت هذا لم يوجب، ليت هذا لم يقع لا تقل هكذا، لا لا تقل هكذا لأن علمك قاصر (( والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) ويش يعلم ؟ كل شيء حتى المستقبل الذي تظنون أنه شر يعلم الله تعالى ما فيه من الخير ، وقوله: (( وأنتم لا تعلمون )) هذا نفي مطلق لعلم الإنسان، فهل نقول إن هذا النفي المطلق يراد به شيء معين أو نقول إنه نفي مطلق على الأصل وأن الأصل في الإنسان عدم العلم على الإطلاق ، الجواب هو هذا ، كما أن الأصل في صفة الله عزوجل العلم المطلق، فلله العلم المطلق ولهذا قال: (( يعلم )) ولم يقيد هذا العلم بمعلول (( يعلم )) (( وأنتم لا تعلمون )) لم يقيد هذا النفي بمعلول ، ما قال لا تعلمون المستقبل ولا لا تعلمون الحاضر ولا. (( لا تعلمون )) فالأصل فينا إذا؟ عدم العلم ، ولهذا قال الله تعالى: (( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )) وقال: (( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )) .