تفسير قوله تعالى : (( قل قتالٌ فيه كبيرٌ وصدٌ عن سبيل الله )) حفظ
في هذه الآية ماذا كان الجواب من الرسول أو من الله ؟ من الله سبحانه وتعالى ، ولهذا أجاب الله عز وجل: (( قل قتال فيه كبير )) قتال في شهر الحرام كبير لاشك ، يعني من كبائر الذنوب وعظائم الذنوب ، لأنه انتهاك لحرماتها وهذا محرم ، انتهاك حرمات الله من المحرمات فهذا من كبائر الذنوب (( قل قتال فيه كبير )) ولكن انظر رحمة الله عزوجل لعباده شف التسلية للصحابة (( وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل )) هذه تسلية للصحابة يعني لو وقع منكم هذه المسألة الكبيرة فعند الذين يعيرونكم بها ما هو أعظم وأكبر ، القتال كبير لاشك لكن عند هؤلاء الذين يعيرونكم بذلك ما هو أكبر وأعظم، صد عن سبيل الله أعظم نعم ؟ صحيح ؟ نعم ، ولاشك أن المشركين الذين عيروا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بذلك يصدون عن سبيل الله ويقتلون الذين يلتزمون بسبيل الله (( صد عن سبيل الله )) وسبيل الله طريقه الموصل إليه، والطريق الموصل إلى الله شيء واحد وهو شرعه الذي شرعه لعباده كما قال تعالى: (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه )) وإنما سمي الشرع سبيل الله لأنه يوصل إلى الله ولأن الله تعالى هو الذي وضعه ، فإضافته إلى الله من ناحيتين: الابتدائية ، والنهائية ، الابتدائية هو الذي وضع ، والنهائية ؟ يوصل إليه ؟ طيب . هل سمى الله السبيل مضافا إلى غيره ؟ نعم (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) فأضاف الله السبيل إلى المؤمنين وليس في ذلك تناقض فهو مضاف إلى المؤمنين باعتبار أنهم سالكون ، مضاف إلى الله أنه هو الذي وضعه لعباده وهو الذي وهذا السبيل ينتهي إلى من ؟ إلى الله عز وجل.