تفسيرقوله تعالى : (( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) حفظ
قال: ((وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) ((تبدوا)) بمعنى تظهروا، ((ما في أنفسكم)) أي مافي قلوبكم، ((أو تخفوه)) يعني تسرونه فلا يطلع عليه أحد، فأما ما أبداه الإنسان مما في نفسه فمثل ما يريد أن يقول قولا فيقوله، يريد أن يفعل فعلا فيفعله ويشاهده الناس، والإخفاء أن يريد أن يقول قولا فيسره في نفسه ولا يطلع عليه أحد، أو يريد أن يفعل فعلا فيفعله فيتحرك بحركات لا يطلع عليه أحد كما لو نظر إلى شيء محرم فالناس لا يعرفون أنه نظر إلى شيء محرم، لأن هذا مما لا يطلع عليه إلا الله، فالمهم أنه مهما أبداه الإنسان أو أخفاه ((يحاسبكم به الله )) والمحاسبة لا تستلزم العقوبة، ولهذا قال: ((فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء))، فهو يحاسب العبد على ما في نفسه سواء أبداه أم أخفاه يحاسب فيقول عملت كذا يعني قلت كذا في نفسك أضمرت كذا في نفسك، إذا أظهره حاسبه الله عليه.