تفسير قوله تعالى : (( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون )) حفظ
قال: ((آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه)) يعني آمن بما أنزل إليه من الوحي في كتاب الله وبما يوحي من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفي قوله: ((بما أنزل إليه من ربه)) ربوبية خاصة، لأنها أضيفت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والربوبية المضافة إلى الرسل هي أخص أنواع الربوبية ويليها الربوبية المضافة إلى المؤمنين، ثم أعمها الربوبية المضافة إلى جميع الناس مثل: رب العالمين، هذه الربوبية الخاصة لاشك أنها تقتضي تربية خاصة لا يماثلها تربية أحد من المربوبين، وقوله: ((والمؤمنون)) بالرفع عطفا على قوله: ((الرسول)) يعني: والمؤمنون كذلك آمنوا بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من الله، فيؤمنون بالرسول ويؤمنون بالمرسل ويؤمنون بالمرسل به، ثلاثة أشياء، المرسل هو الله، المرسل وهو الرسول صلى الله عليه وسلم، المرسل به وهو الوحي الكتاب والسنة، وقوله: آمن الرسول والمؤمنون، إذا قال قائل: كيف قال: ((والمؤمنون)) فوصفهم بالإيمان مع أنهم مؤمنون؟ فنقول هذا من باب التحقيق، يعني أن المؤمنين حققوا الإيمان، وليس إيمانهم إيمانا ظاهرا فقط كما يكون من المنافق الذي يظهر الإيمان ولكنه مبطن للكفر .