تفسير الآية : (( من قبل هدًى للناس وأنزل الفرقان ... )) . حفظ
قال:((من قبل))،((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل)) فيها إشكال لغوي، لأن المعروف أن "من" حرف جر وحرف الجر يجر، تقول: جئت من البيت إلى المسجد، ولا يجوز أن تقول: جئت من البيت إلى المسجد، ولا من البيت إلى المسجد، وإلا لا؟ هنا قال: ((من قبل)) فلماذا لم يقل:((من قبل))؟ نقول: لأن قبل وبعد وأخواتهما لها أحوال، إن أضيفت لفظا فإنها تكون على حسب العوامل، يعني تجر بحرف الجر، وتنصب بأداة النصب، وترفع بعامل الرفع، وإذا أضيفت يعني تقديرا، إذا أضيفت تقديرا صارت مبنية على الضم، يعني إذا حذفت المضاف إليه ونوي معناه صارت مبينة على الضم، مبنية بناء دائما على الضم، مثل هذه الآية: ((من قبل)) أصلها: من قبل هذا الكتاب، لكن حذف المضاف إليه ونوي معناه فبنيت على الضم، إذا حذف المضاف إليه ونوي لفظه فإنها تعرب بحسب العوامل لكن بدون تنوين، تعرب بدون تنوين، فتقول مثلا: ((من قبل)) بدون تنوين، إذا حذف المضاف إليه ونوي أيش؟ لفظه، كم هذه من حال؟ ثلاث حالات، إذا قطعت عن الإضافة لفظا ومعنا فإنها بحسب العوامل مع التنوين، تكون بحسب العوامل مع التنوين، فتقول: من قبل، ومن بعد، ومنه قول الشاعر:
فصاغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بماء الفرات
فقال: كنت قبلا، نصبها بالتنوين، لأنه نوى قدر على عن الإضافة لفظا ومعنى، فالأقسام إذا يا عبد الله؟ الطالب :ثلاثة،
الشيخ :زد واحد؟ثلاثة، أربعة نعم، أربعة أقسام، الأول؟
الطالب :الأول إذا أضيف لفظا،
الشيخ :الثاني؟
الطالب :الثاني: إذا حذف المضاف ونوي لفظه،
الشيخ :الثالث:
الطالب :إذا حذف المضاف ولا لفظه ولا معناه، الرابع: إذا حذف المضاف ونوي معناه فقط،
الشيخ : صح كذا؟ تعرب في كل الأحوال الأربعة إلا حالة واحدة وهي: إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه.قال: ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس))((هدى)) هذهمفعول لأجله متعلقة بنزل وأنزل، أي نزل عليك الكتاب هدى للناس، ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس))، فهي مفعول من أجله، أي لأجل هداية الناس، والمراد بالهداية هنا هداية الدلالة التي يترتب عليها هداية التوفيق، لكن الأصل في هذه الكتب أنها هداية الدلالة، ولهذا قال: ((هدى للناس)) عموما حتى الكفار تهديهم، تهديهم وتدلهم، تبين لهم الحق من الباطل، لكن قد يوفقون لقبول الحق والعمل به وقد لا يوفقون، والهدى ضد الضلال، واهتدى بمعنى صار على الطريق الصواب، وضل بمعنى انحرف وتاه وضاع، ومنه سميت الضالة يعني البعير الضائع التائه.وقوله: ((هدى للناس)) الناس سبق لنا مرارا وتكرارا أن أصلها أناس حذفت همزتها للتخفيف لكثرة الاستعمال، والمراد بالناس البشر وهم بنو آدم.وقوله: ((وأنزل الفرقان)) المراد بالفرقانهنا المعنى وليس المراد به القرآن، فالمراد أنزل ما يبين به الفرق بين الحق والباطل، وإنما قلنا ذلك لأننا لو خصصناه بالقرآن لكان في ذلك تكرار مع قوله: ((نزل عليك الكتاب)) وكان فيه فصل لكون التوراة والإنجيل فرقانا مع أن التوراة والإنجيل فرقان لاشك أن فيها تفريقا بين الحق والباطل، إذا أنزل الفرقان الذي تضمنته هذه الكتب الثلاثة وهي: القرآن، والتوراة، والإنجيل، ففيها الهدى وفيها الفرقان، فيها التفريق بين الحق والباطل، وفيها التفريق بين أهل الحق وأهل الباطل جميعا، ففيها تفريق بين العامل والمعمول، بين الحق في ذاته يقول هذا حق وهذا باطل، وبين أهل الحق وأهل الباطل، طيب فيها تفريق بين النافع والضار؟ نعم فيها تفريق بين النافع والضار، فيها تفريق بين الأنفع والنافع؟ نعم، فيها تفريق بين الأضر والضار ، لأن كلمة الفرقان كلمة واسعة تشمل كلما به الفرق من جميع الوجوه
فصاغ لي الشراب وكنت قبلا أكاد أغص بماء الفرات
فقال: كنت قبلا، نصبها بالتنوين، لأنه نوى قدر على عن الإضافة لفظا ومعنى، فالأقسام إذا يا عبد الله؟ الطالب :ثلاثة،
الشيخ :زد واحد؟ثلاثة، أربعة نعم، أربعة أقسام، الأول؟
الطالب :الأول إذا أضيف لفظا،
الشيخ :الثاني؟
الطالب :الثاني: إذا حذف المضاف ونوي لفظه،
الشيخ :الثالث:
الطالب :إذا حذف المضاف ولا لفظه ولا معناه، الرابع: إذا حذف المضاف ونوي معناه فقط،
الشيخ : صح كذا؟ تعرب في كل الأحوال الأربعة إلا حالة واحدة وهي: إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه.قال: ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس))((هدى)) هذهمفعول لأجله متعلقة بنزل وأنزل، أي نزل عليك الكتاب هدى للناس، ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس))، فهي مفعول من أجله، أي لأجل هداية الناس، والمراد بالهداية هنا هداية الدلالة التي يترتب عليها هداية التوفيق، لكن الأصل في هذه الكتب أنها هداية الدلالة، ولهذا قال: ((هدى للناس)) عموما حتى الكفار تهديهم، تهديهم وتدلهم، تبين لهم الحق من الباطل، لكن قد يوفقون لقبول الحق والعمل به وقد لا يوفقون، والهدى ضد الضلال، واهتدى بمعنى صار على الطريق الصواب، وضل بمعنى انحرف وتاه وضاع، ومنه سميت الضالة يعني البعير الضائع التائه.وقوله: ((هدى للناس)) الناس سبق لنا مرارا وتكرارا أن أصلها أناس حذفت همزتها للتخفيف لكثرة الاستعمال، والمراد بالناس البشر وهم بنو آدم.وقوله: ((وأنزل الفرقان)) المراد بالفرقانهنا المعنى وليس المراد به القرآن، فالمراد أنزل ما يبين به الفرق بين الحق والباطل، وإنما قلنا ذلك لأننا لو خصصناه بالقرآن لكان في ذلك تكرار مع قوله: ((نزل عليك الكتاب)) وكان فيه فصل لكون التوراة والإنجيل فرقانا مع أن التوراة والإنجيل فرقان لاشك أن فيها تفريقا بين الحق والباطل، إذا أنزل الفرقان الذي تضمنته هذه الكتب الثلاثة وهي: القرآن، والتوراة، والإنجيل، ففيها الهدى وفيها الفرقان، فيها التفريق بين الحق والباطل، وفيها التفريق بين أهل الحق وأهل الباطل جميعا، ففيها تفريق بين العامل والمعمول، بين الحق في ذاته يقول هذا حق وهذا باطل، وبين أهل الحق وأهل الباطل، طيب فيها تفريق بين النافع والضار؟ نعم فيها تفريق بين النافع والضار، فيها تفريق بين الأنفع والنافع؟ نعم، فيها تفريق بين الأضر والضار ، لأن كلمة الفرقان كلمة واسعة تشمل كلما به الفرق من جميع الوجوه