تتمة فوائد الآية : (( من قبل هدًى للناس وأنزل الفرقان ... )) . حفظ
ومن فوائد الآية الكريمة: أن القرآن، أو أن هداية القرآن نوعان: عامة ، وخاصة ، فالعامة مثل هذه الآية: (( هدى للناس )) ، والخاصة مثل قوله: (( هدى للمتقين )) فما هو الفرق ؟ الفرق أن الهداية التي بمعنى الدلالة عامة، والهداية التي بمعنى التوفيق والاهتداء هذه خاصة، خاصة بالمتقين، فالهداية التي تتضمن الاهتداء هذه للمتقين، وأما التي تتضمن البيان والإيضاح فهذه للناس عامة، لقول الله تعالى: (( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكتب كلها فرقان تتضمن الفرق بين الحق والباطل، وبين الصدق والكاذب، وبين المؤمن والكافر، وبين الضار والنافع، كل ما يمكن أن يكون فيه الفرق فإن الكتب تفرقه . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه يمتنع أن تجمع الكتب السماوية بين متفرقين، أو أن تفرق بين متماثلين أبدا، لأن الفرقان هو الذي يفرق بين شيئين مختلفين، أما شيئان لا يختلفان فلا تفريق بينهما . ومن هنا يمكن أن نأخذ يعني يتفرع على هذه الفائدة: إثبات القياس، لأن القياس: إلحاق فرع بأصل في حكم لعلة جامعة ، فهو جمع بين متماثلين ، وعدم الأخذ بالقياس تفريق بين متماثلين، والكتب السماوية كلها فرقان . ومن فوائد الآية الكريمة: أنه كلما اهتدى الإنسان للفروق كان أعظم اهتداء بالكتب المنزلة من الله ، كذا ؟ كلما اهتدوا للفروق كان أعظم اهتداء بالكتب المنزلة من السماء ، لأن الكتب كلها فرقان ، فمثلا: إذا كان الإنسان يفرق بين الشرك الأصغر والأكبر، وبين النفاق الاعتقادي والعملي ، وبين الكفر الأكبر والأصغر، وبين أشياء الحلة والحرام، كان أشد اهتداء بالكتب ممن؟ ممن لا يفرق، أليس كذلك ؟ نعم . رما يؤخذ من هذا أيضا: الإشارة إلى أنه ينبغي الاعتناء بمعرفة الفروق، بمعرفة الفروق بين الأشياء المتشابهة، وهذا شيء، أو هذا فن أخذ به بعض أهل العلم، ولاسيما في كتب الفقه