فوائد الآية : (( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئًا وأولـئك هم وقود النار )) . حفظ
يقول الله عز وجل: (( إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم ... )) يستفاد من هذه الآية الكريمة: أن الكفار لا ينتفعون بأموالهم ولا أولادهم، في هذه من الفوائد: إن الكفار لا تنفعهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا . ومن فوائدها: أن المؤمنين قد ينتفعون بأموالهم وأولادهم وهو كذلك، فالمؤمن يتصدق بماله فينتفع، ويدعوا له ولده في حياته وبعد موته فينتفع، أما الكافر فلا ينتفع ولو دعا له ولده أليس كذلك؟ طيب وهل يحل لولده أن يدعوا له؟ لا، إلا إذا كان حيا فيحل أن يدعوا له بالهداية، وأما أن يدعوا له بعد موته فلا يمكن أن يدعوا له . ومن فوائد الآية الكريمة: أن الكافر يملك، وجهه؟ قوله: (( أموالهم )) فأضاف المال إليه وهو دليل على أن الكافر يملك ماله . واختلف العلماء في المرتد الذي يكفر بعد إسلامه، هل يزول ملكه عما تحت يده أو لا؟ فمن العلماء من قال: إنه إذا ارتد إنسان زال ملكه عما تحت يده، وعلى هذا فلا يصح أن يتصرف فيه، ولكن القول الراجح: أنه لا يزول ملكه، إلا إذا مات على ردته فإن ملكه لا ينتقل إلى ورثته بل إلى بيت المال، ومن المعلوم أننا لو قلنا: بأن المرتد يزول ملكه لحصل إشكال عظيم في عصرنا هذا، ما هو؟ أن بعض الناس لا يصلي والذي لا يصلي مرتد، فإذا قلنا بزوال ملك المرتد لزم من ذلك أن كل تصرف يتصرف به في ماله من لا يصلي فهو تصرف غير صحيح، إن باعوا شيئا لم يصح، وإن اشتروا شيئا لم يصح الشراء، وإن استأجروا شيئا لم يصح الاستئجار، وإن أجروا شيئا لم يصح التأجير، وهذا وإن قال به بعض العلماء لكن الراجح أن ملكه باق على ماله حتى يموت فإذا مات فإننا نصرف ماله إلى بيت المال ولا يرثه أحد من ورثته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم ) . من فوائد الآية الكريمة: بيان قدرة الله عزوجل، وأنه لا ينفع مال ولا بنون من الله شيئا، لقوله: (( لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا )) ، طيب ومن غير الله؟ تغني ولا لا؟ لا، تغني، من غير الله تغني يمكن يدفع شيئا من ماله ويسلم من القتل أليس كذلك؟ ويمكن أن يكون عنده أولاد شجعان إذا أرده أحد بسوء دافعوا عنه، لكن من الله لا يغني عنه مال ولا ولد . ومن فوائد الآية: تشجيع قلوب المؤمنين على الكافرين، وجهه؟ أن أموالهم وأولادهم لا تغني من الله شيئا، فإذا انتصرنا بالله فإن ما عندهم من الأسلحة، والذخائر، والأموال، والأولاد لا يغنيهم من الله شيئا أليس كذلك؟ بلى هو كذلك، ولهذا لو شاء الله عزوجل أن يبطل جميع ما فعلوه لأبطله، وأظنكم لا تنسون ما يحصل من الزلازل التي تدمر كثيرا مما صنعوا، ولا تنسون أيضا أن ما صنعوه قد يفسد بأيديهم، قد يفسد بأيديهم فكم من انفجارات حصلت في مخازن القنابل الذرية والنووية وحصل بذلك شر كثير عليهم وعلى من حولهم، لو شاء الله سبحانه وتعالى لأعتم الجو فقط إعتاما بالضباط ولم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، لأن الله سبحانه وتعالى قدرته وقوته لا يقهرها شيء .