مناقشة حول الآية : (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد * قد كان لكم آيةٌ في فئتين التقتا فئةٌ تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرةٌ .... )) . حفظ
(( زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )) . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله عز وجل: (( قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد )) هذه الآية مصدرة بقل تدل على أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإبلاغها إلى الكفار،
الشيخ : فما الذين يفيده تصدير بعض الأحكام أو الأخبار بقل ؟ يعني كون الله يأمر نبيه أمرا خاصا بتبليغ هذا الشيء ما الذي يدل عليه ؟
الطالب : يدل على أهميته ،
الشيخ : على أهميته وأنه أمر أن يبلغه أمرا خاصا مع أن الرسول صلى الله أمر أن يبلغ القرآن كله لكن هذا يدل على أنه معتنى به مثل: (( قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة )) (( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم )) والأمثلة على هذا كثيرة .
الشيخ : قوله: (( ستغلبون )) فيها قراءتان يا عبد الرحمن ؟
الطالب : (( فسيغلبون ))
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( تحشرون إلى جهنم )) ، ومعنى الحشر؟
الطالب : الجمع
الشيخ : طيب .
الشيخ : قوله: (( قد كان لكم آية في فئتين )) آية على أي شيء ؟ آية يعني علامة لكن على أي شيء؟ ما حضرت ؟ آية على أيش؟
الطالب : على أنهم سيغلبون
الشيخ : على أنهم سيغلبون ، على أن الكافر مغلوب .
الشيخ : ما المراد بالفئتين في قوله: (( فئتين )) ؟ ما عندنا مؤلف هذا قرآن ،
الطالب :بدر
الشيخ : إنها إشارة إلى غزوة بدر وهذا هو الذي عليه الجمهور طيب ،
الشيخ : وقال بعض العلماء؟
الطالب : مثال
الشيخ : مثال ، يعني معنى الآية تشمل أهل بدر وغيرهم .
الشيخ : إذا قلنا: إنهم أهل بدر، إنها إشارة إلى أهل بدر فكيف نجمع بين الواقع وبين قوله: (( تروهم مثليهم رأي العين )) ؟
الطالب : مثليهم يعني رؤية الكثرة
الشيخ : مطلق الزيادة ، ولا يدل ذلك على التثنية مثل: (( ثم ارجع البصر كرتين )) فيكون المراد بمثلين الزيادة بقطع النظر عن كونه مثلا ومثلا لأن المعروف أن المسلمين في بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا وأن المشركين ما بين تسع مائة إلى ألف .
الشيخ : يا عمر فيه رأي آخر؟
الطالب : مثليهم يعني وإن كانوا أكثر منهم لكنهم يرون أنهم مثليه،
الشيخ : (( يرونهم مثليهم )) يعني قللوا بأعينهم ،
الشيخ : ويؤيد هذا ؟ ويش يؤيد ؟ من القرآن (( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله أمرا كان مفعولا )) .
الشيخ : ولماذا خص اثنين مع أنه في آية الأنفال قال قليل فقط ؟
الطالب : يجب على المؤمن أن يصابر اثنين
الشيخ : أراهم الله مثليهم لأن المؤمن يجب أن يصابر الاثنين ، يجب على المؤمنين أن يصابروا مثليهم فأروا مثليهم هذان رأيان فيه رأي ثالث اطلعت عليه اليوم: أن المراد بمثلين أي: ضعفين، وعليه فيكون مطابقا للواقع لأن ضعف الشيء كثره مرتين فإذا كان ضعفين صار كثره ثلاث مرات، والمشركون ما بين تسعمائة إلى ألف والمسلمون ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا .
الشيخ : قوله: (( يرونهم مثليهم رأي العين )) يلا يا عيد الفاعل من ؟ من الفاعل يا عيد (( يرونهم مثليهم )) ؟
الطالب : المؤمنون ،
الشيخ : والمفعول به ؟ (( يرونهم )) ؟
الطالب : يعود على الكافرين ،
الشيخ : يعني يرى المؤمنون الكافرين .
الشيخ : الضمير في (( مثليهم )) يعود على من يا خالد؟
الطالب : ما حضرت ،
الشيخ : طيب على المؤمنين يعني يرى المؤمنون الكافرين مثليهم أي مثلي؟
الطالب : مثلي مؤمنين،
الشيخ : مثلي المؤمنين.
الشيخ : فيها قراءة هداية الله ؟ في (( يرونهم )) فيه
الطالب : (( ترونهم ))
الشيخ : طيب وعلى هذا يكون الخطاب في قوله: (( ترونهم )) عائد على المؤمنين . طيب أو عائد على الكفار بناء على مرجع لكم في (( قد كان لكم )) .
في قوله: (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة )) فيها ما يعرف بحذف أحد المتقابلين لدلالة الآخر عليه في مقابله ؟
الطالب : (( فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ))
الشيخ : ويش الهدف منها ؟
الطالب : مقابل،
الشيخ : ويش المقابل؟ ويش التقدير؟
الطالب : فئة مؤمنون وأخرى كافرة ،
الشيخ : أحمد ؟ التقدير: فئة مؤمنة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت ،
الشيخ : في الكفار ذكر الكافرة قال: (( وأخرى كافرة )) لكن لم يذكر ما تقاتل فيه، وفي المؤمنين ذكر ما يقاتلون فيه ولم يذكر وصف الإيمان، فإذا قال قائل: ما هو الدليل على هذا التقسيم الذي ذكرتم ؟ نعم فيصل؟
الطالب : قوله تعالى: (( الذين آمنوا ... ))
الشيخ : قوله تعالى: (( والله يؤيد بنصره من يشاء )) كلمة: (( من يشاء )) يا عيان هل المشيئة مطلقة ؟
الطالب : مقيدة ،
الشيخ : مقيدة؟ بماذا ؟
الطالب : بالحكمة ،
الشيخ : بالحكمة كل نص علق على المشيئة فهو مقيد بالحكمة، ما دليلك ؟ (( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما )) فهذا دليل على أن مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته .
الشيخ : وقوله: (( لعبرة لأولي الأبصار )) ما هي العبرة يا ؟
الطالب : العظة
الشيخ : وأصلها في اللغة ما يعبر من شيء إلى شيء، ومنه عند الناس عبارة يعني تعبر الماء من جهة إلى جهة، فالإنسان يعبر من هذه الحال إلى هذه الحال.
الشيخ : ومن الذي يعتبر؟
الطالب : أولي الأبصار،
الشيخ : الأبصار بالعين أو الأبصار بالقلب ؟
الطالب : أبصار القلب،
الشيخ : القلب ما دليلك ؟ (( إن في ذلك لعبرة لمن يخشى )) والذي يخشى هو القلب (( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ))