تفسير الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ... )). حفظ
ويدل لما ذكرت قوله: (( قل أأنبئكم بخير من ذلك )) الخطاب في (( قل )) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد ذكرنا فيما سبق أن الله إذا صدر القول بقل كان في ذلك دليل على عناية الله به وأنه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أمرا خاصا وأنه أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بإبلاغه على وجه الخصوص، وإلا فإن كل القرآن قد قيل للرسول صلى الله عليه وسلم (( قل يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) لكن أحيانا يذكر الله عزوجل شيئا يصدره بقل للدلالة على العناية به. ولننظر العناية بما يذكر جاءت من أكثر من وجه، أولا: لأن الله صدرها بقل، وثانيا: أنه صدرها بالاستفهام (( أؤنبئكم بخير من ذلكم )) يعني أأخبركم بخير من ذلكم ؟ يعني المشار إليه في الآية السابقة، والاستفهام يفيد تنبيه المخاطب، وحضور قلبه لما سيلقى إليه فهو كقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )) ، ثم فيه أيضا في هذا الاستفهام معنى غير التنبيه وهو التشويق (( أؤنبئكم بخير من ذلكم )) يعني بعد أن قص الله علينا متاع الحياة الدنيا أمر نبيه أن يقول للناس: (( أؤنبئكم بخير من ذلكم )) ليشوقهم إلى ذلك الخير . وقوله: (( أؤنبئكم بخير من ذلكم )) قال: (( أؤنبئكم )) ولم يقل: أأخبركم، لأن النبأ إنما يقال في أمور الهامة (( عم يتساءلون عن النبأ العظيم )) ولهذا قيل للنبي: نبي ولم يقل: مخبر، فهذا أمر هام يحتاج إلى الإنباء عنه، وقوله: (( بخير من ذلكم )) ولم يقل: من ذلك، لأن المخاطب جميع الناس، وهنا نقف لنتذكر ماذا يراعا باسم الإشارة المقرون بالكاف؟ ماذا يراعا في الاسم الإشارة المقرون بالكاف؟ اسم الإشارة المقرون بالكاف يتضمن مشارا إليه ومخاطبا، فاسم الإشارة يكون بحسب المشار إليه، والكاف تكون بحسب المخاطب . فأولا: كيف نقول إذا خاطبنا مفردا مذكرا وأشرنا إلى مفرد مذكر؟ نقول: ذلك، ذا اسم إشارة المفرد المذكر، والكاف للمخاطب المذكر . ماذا نقول إذا أشرنا إلى مثنى مذكر نخاطب مفردا مذكر؟ نقول: ذانك، قال الله تعالى: (( فذانك برهانان من ربك )) نقول: ذانك . ماذا نقول إذا خاطبنا مفردا مذكرا وأشرنا إلى مثنى مؤنث؟ نقول: تانك، تانك المرأتان قائمتان، ماذا نقول إذا أشرنا إلى مفردة مؤنثة وخاطبنا مفردا مذكرا؟ نقول: تلك، أو نقول تيك لاسيما مع هاء مثل هاتيك . ماذا نقول إذا أشرنا إلى جماعة ذكور أو إلى جماعة مطلقا نخاطب مفردا مذكرا؟ نقول: أولئك، الآن أعدتنا كم صورة؟ عدة صور والكاف لم تتغير لماذا؟ لأن المخاطب مفرد مذكر .
السائل : كيف نقول إذا كان المشار إليه مفردا مذكرا والمخاطب مثنى؟
الشيخ : نقول: ذلكما، قال الله تعالى: (( ذلكما مما علمني ربي )) .
السائل : إذا كان مفردا مؤنث والمخاطب مثنى؟ ـ
الشيخ : أنا أسألكم أحسن ـ عرفتم القاعدة الأولى؟ في الأمثلة السابقة ذكرنا إذا اختلف المشار إليه مع كون المخاطب واحدا مفردا مذكرا. طيب إذا كان المخاطب مثنى والمشار إليه مفرد مؤنث؟ تلكما صح .
السائل : كيف نقول إذا كان المخاطب مثنى والمشار إليه مثنى مؤنث؟ يحي ؟
الشيخ : تانكما .
السائل : كيف نقول إذا كان المخاطب جماعة نساء والمشار إليه مفرد مذكر؟
الشيخ : المشار إليه مفرد مذكر والمخاطب جماعة نساء؟ ذلكن، (( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه )) . كذا؟ طيب، ظاهر المعنى ما نحتاج إننا نستمر لأنها مسألة تسوية تحتاج إلى تأني .
السائل : المشار اسم الإشارة يتبع أيش؟
الشيخ : المشار إليه،
السائل : الكاف تتبع المخاطب كذا؟
الشيخ : تارة يكون كل منهما مفردا مذكرا، وتارة يكون كل منهما مفردا مؤنثا، وتارة يكون كل منهما جمعا للذكور، وتارة يكون كل منهما جمعا للإناث، وتارة تختلف الحال بين المشار إليه وبين المخاطب .
السائل : كاف المخاطب قلت لكم إنها بحسب من؟
الشيخ : المخاطب، فيها لغة: أن تكون للمذكر بالكاف المفتوحة أيا كان المذكر مثنى أو جمع أو مفرد، انتبه إذا كانت للمذكر فهي مفتوحة مبنية على الفتح، للمؤنث مبنية على الكسر ومفردة في الموضعين، يعني فيه لغة للغة العرب يبقون الكاف بصيغة المفرد دائما مفتوحة، في المذكر مكسورة للمؤنث، فيه لغة ثالثة: يبقون الكاف مفتوحة مفردة للمذكر والمؤنث والمثنى والجمع والمفرد، فيكون مثلا: ذلك سواء كان المخاطب هنا رجلا أو امرأة، أو رجلين أو امرأتين ، أو رجال أو نساء، وأظن هذه اللغة مناسب؟ نعم؟ لأنها أسهل، لا لهذه حقيقة ما لأننا نقول قاعدة عندنا: إذا اختلف النحويون أخذنا بالأسهل، أما إذا اختلفت اللغات أخذنا بالأفصح، إذا اختلفت اللغات خذ بالأفصح، وإذا اختلف النحويون خذ بالأسهل كذا؟ نعم، وإذا اختلف الفقهاء خذ بالأحوط تمام ؟ هذه ثلاث قواعد .
السائل : كيف نقول إذا كان المشار إليه مفردا مذكرا والمخاطب مثنى؟
الشيخ : نقول: ذلكما، قال الله تعالى: (( ذلكما مما علمني ربي )) .
السائل : إذا كان مفردا مؤنث والمخاطب مثنى؟ ـ
الشيخ : أنا أسألكم أحسن ـ عرفتم القاعدة الأولى؟ في الأمثلة السابقة ذكرنا إذا اختلف المشار إليه مع كون المخاطب واحدا مفردا مذكرا. طيب إذا كان المخاطب مثنى والمشار إليه مفرد مؤنث؟ تلكما صح .
السائل : كيف نقول إذا كان المخاطب مثنى والمشار إليه مثنى مؤنث؟ يحي ؟
الشيخ : تانكما .
السائل : كيف نقول إذا كان المخاطب جماعة نساء والمشار إليه مفرد مذكر؟
الشيخ : المشار إليه مفرد مذكر والمخاطب جماعة نساء؟ ذلكن، (( قالت فذلكن الذي لمتنني فيه )) . كذا؟ طيب، ظاهر المعنى ما نحتاج إننا نستمر لأنها مسألة تسوية تحتاج إلى تأني .
السائل : المشار اسم الإشارة يتبع أيش؟
الشيخ : المشار إليه،
السائل : الكاف تتبع المخاطب كذا؟
الشيخ : تارة يكون كل منهما مفردا مذكرا، وتارة يكون كل منهما مفردا مؤنثا، وتارة يكون كل منهما جمعا للذكور، وتارة يكون كل منهما جمعا للإناث، وتارة تختلف الحال بين المشار إليه وبين المخاطب .
السائل : كاف المخاطب قلت لكم إنها بحسب من؟
الشيخ : المخاطب، فيها لغة: أن تكون للمذكر بالكاف المفتوحة أيا كان المذكر مثنى أو جمع أو مفرد، انتبه إذا كانت للمذكر فهي مفتوحة مبنية على الفتح، للمؤنث مبنية على الكسر ومفردة في الموضعين، يعني فيه لغة للغة العرب يبقون الكاف بصيغة المفرد دائما مفتوحة، في المذكر مكسورة للمؤنث، فيه لغة ثالثة: يبقون الكاف مفتوحة مفردة للمذكر والمؤنث والمثنى والجمع والمفرد، فيكون مثلا: ذلك سواء كان المخاطب هنا رجلا أو امرأة، أو رجلين أو امرأتين ، أو رجال أو نساء، وأظن هذه اللغة مناسب؟ نعم؟ لأنها أسهل، لا لهذه حقيقة ما لأننا نقول قاعدة عندنا: إذا اختلف النحويون أخذنا بالأسهل، أما إذا اختلفت اللغات أخذنا بالأفصح، إذا اختلفت اللغات خذ بالأفصح، وإذا اختلف النحويون خذ بالأسهل كذا؟ نعم، وإذا اختلف الفقهاء خذ بالأحوط تمام ؟ هذه ثلاث قواعد .