تفسير الآية : (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار )) . حفظ
قال: (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا )) هذه بيان (( للذين اتقوا )) لا للعباد، لأن العباد كلهم لا يتصفون بهذه الصفات، لكن المتقين منهم هم الذين يتصفون بهذه الصفات (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا )) قوله: (( يقولون )) يريد بذلك القول باللسان والاعتقاد بالجنان، لأن الله تعالى إذا أطلق القول بالإيمان ولم يتعقب كان المراد به القول باللسان والعقد بالجنان، ودليل ذلك: قوله تعالى: (( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين )) لما كان المراد بهذا القول القول باللسان فقط قال: (( وما هم بمؤمنين )) ، أما إذا أطلق الله قول الإنسان عاما فإنه يريد به الإيمان القول باللسان والعقد بالجنان، ولهذا قال عز وجل: (( قولوا آمنا بالله )) لا يريد منا أن نقول ذلك بألسنتنا فقط بل بألسنتنا وقلوبنا (( قل آمنا بالله )) لا يريد أن نقول ذلك باللسان فقط بل باللسان والجنان، إذا (( الذين يقولون ربنا آمنا )) بماذا ؟ بألسنتهم فقط؟ لا، بألسنتهم نطقا وبقلوبهم عقدا يعني اعتقادا . وقوله: (( الذي يقولون ربنا )) شف كيف توسلوا إلى الله بربوبيته للإخبار بحالهم في لإيمان به، كأنهم يقولون: ربنا آمنا ولكننا لم نصل إلى الإيمان إلا بربوبيتك لنا تلك الربوبية الخاصة المقتضية للعناية التامة يقولون: (( ربنا إننا آمنا )) انتبه، قال الذين يقولون آمنا استقام الكلام بلاشك لكن إذا قالوا: ((ربنا إننا آمنا )) فهذا كالإشعار بأنهم لم يصلوا إلى الإيمان إلا بمقتضى هذه الربوبية الخاصة المقتضية للعناية التامة . (( الذين يقولون ربنا إننا آمنا )) (( إننا آمنا )) الجملة هنا مؤكدة بكم مؤكد؟ واحد؟ وهو: إننا لأن نا ثانية ضمير (( إننا آمنا )) فيؤكدون إيمانا (( إننا آمنا فاغفر لنا )) آمنا بماذا؟ بكل ما يجب الإيمان به .