الرد على أهل الكلام في تفسيرهم لا إله إلا الله بالقادر على الاختراع. حفظ
وسبق أن المتكلمين يفسرون هذه الجملة العظيمة بأن المراد بها أيش؟ القادر على الاختراع ففسروها بما يقر به المشركون ولم يكونوا موحدين، فالمشركون يقرون بأن الله هو القادر على كل شيء وأن الله هو الخالق، الرازق، المحيي، المميت، المدبر للأمر، ومع ذلك فهل هم موحدون؟ لا بل هم مشركون قاتلهم الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه لم يحققوا معنى لا إله إلا الله، وتعجب أن يكون هؤلاء المشركون أفهم من هؤلاء المتكلمين بمعنى لا إله إلا الله، هؤلاء المتكلمون كثير من المتأخرين أيضا إذا قرأت كتبهم وجدت كلامه في الألوهية يدور على تحقيق الربوبية فقط وهذا نقص عظيم، الربوبية يقر بها المشركون ولم يجعلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم موحدين، ولم يجعل إقرارهم هذا مخرجا لهم من الكفر، ولا عاصما لأموالهم ودمائهم، ولا منجيا لهم من النار بل قاتلهم واستباح أموالهم ودمائهم وصبي نسائهم وذرياتهم وهم يقولون ربنا الله ،وإذا سئلوا من خلق السموات والأرض قالوا الله، إذا سئلوا من خلقهم؟ قالوا الله، وإذا سئلوا من يحيي ويميت قالوا الله، وإذا سئلوا من يدبر الأمر قالوا الله، ومع ذلك لم ينفعهم هذا الإيمان، ما يكفي الإقرار بأن الله خالق الكون ومدبره ومتصرف فيه لا يكفي في التوحيد أبدا، ومن مات على ذلك دون أن يؤمن بأنه لا معبود حق إلا الله فإنه لم يمت على التوحيد.