معنى العزيز الحكيم. حفظ
وقوله: (( العزيز الحكيم )) (( العزيز )) أي ذو العزة ، والعزة تفسر بثلاثة معاني: عزة القدر، وعزة القهر، وعزة الامتناع، أما عزة القدر فمعناها أن الله تعالى ذو القدر العظيم والسيادة والشرف والعظمة إلى غير ذلك من معاني القدر والرفعة، والثاني: عزة الامتناع يعني أنه يمتنع أن يناله السوء، ومن هذا قولهم في الأرض الشديد الصلبة أرض عزاز يعني قوية وصلبه لا ينالها شيء، والثالث: عزة القهر أي أنه غالب لكل شيء ومنه قوله تعالى: (( فقال أكفلنيها وعزني بالخطاب )) يعني غالبني ، هذه الأنواع الثلاثة كاملة لله عزوجل من جميع الوجوه فهو ذو القدر العظيم وهو ذو الامتناع الذي يمتنع عليه النقص بوجه من الوجوه وهو الغالب الذي لا يغلبه شيء، يقول الشاعر الجاهلي:
أين المفر والإله الطالب والأشرم المطلوب ليس الغالب
فالله عز وجل غالب لكل شيء، أما (( الحكيم )) فإنه مأخوذ من الحكم ومن الإحكام، فهو ذو الحكم وذو الإحكام، أما الحكم فإنه ينقسم إلى كوني وشرعي، والإحكام بمعنى الإتقان، والإتقان يستلزم الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها، تنقسم أيضا الحكمة إلى قسمين: حكمة صورية بمعنى أن الشيء على هذه الصورة موافق للحكمة، وإن شئنا قلنا بدل الصورية لئلا يفهم منها معنى فاسد حكمة حالية وحكمة غائية، فالحكمة حالية: ما عليه الشيء في الحال، والحكمة الغائية: ما ينتهي إليه الشيء، كذلك أيضا تكون الحكمة في الأحكام الكونية وفي الأحكام الشرعية . وعلى هذا فإذا ضربت اثنين في اثنين بنسبة للحكمة بلغت أربعة: حكمة حالية في الحكم الكوني، حكمة حالية في الحكم الشرعي، حكمة غائية في الحكم الكوني، وحكمة غائية في الحكم الشرعي، كذا يا هداية الله؟ كم قلنا ؟ محمد ؟ الحكم الشرعي والحكم الكوني، هذا ثنتين ، الحكم الغائية والحكم الصورية، صح هذه أربعة فهمت؟ طيب. (( الحكيم )) إذا من الحكم والإحكام، والحكم ذكرنا أنه كوني وشرعي وبما أن هذا الأمر أو هذا التقسيم قد مر علينا لم يبق الآن إلا أن نتذكره فنأتي أو نطلب مثالا للحكم الكوني، آية فيها ذكر الحكم الكوني؟ أحمد ؟ لا، حكم، قوله تعالى: (( فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين )) نعم، طيب الشرعي ؟ (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) ما هو فيه ؟ في المهاجرات ، أي لما ذكر حكم المهاجرات وما يتعلق بهن قال: (( ذلكم حكم الله يحكم بينكم والله عليم حكيم )) . ذكرنا أن الحكم الشرعي فيه حكمة حالية وحكمة غائية نعم؟ حكمة غائية مثل الصلاة وحكمة حالية ، يعني كونها على هذه الصفة المعينة، والغائية ما يترتب عليها من آثار حميدة والثواب الجزيل كذا ؟ طيب .
في الأمور الكونية ياسر ؟ حكمة الحالية ؟ سمعتم ؟ ما سمعتم يقول: المطر نزوله على هذا الوجه قطرات لا تؤثر على الناس لا على مواشيهم ولا على بنائهم ومن علو من فوق لكي تشمل المرتفع في الأرض والنازل هذه حكمة أيش؟ حالية، حكمة غائية ما ينتج عن هذا المطر من المصالح العظيمة فهي حكمة غائية، فالحاصل أن الله حكيم بهذه الوجوه يقول: (( العزيز الحكيم )) الجمع بينهما له فائدة إن شاء الله تذكر في الفوائد، نأخذ الفوائد كما يلح علينا الأخ .