تتمة فوائد الآية : (( قل أؤنبئكم بخيرٍ من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جناتٌ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ... )) . حفظ
ومن فوائد الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد يؤمر وينهى، لقول الله تعالى: ((قل أؤنبئكم)) وليس له حق في الربوبية أبدا فهو لا يحيي، ولا يميت، ولا يرزق، ولا يدفع الضر عن نفسه ولا عن غيره، ولا يعلم الغيب، يمتاز عن الناس بماذا؟ بالرسالة (( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي)) هذه الميزة ونعمت الميزة هذه، طيب وهو أيضا عليه الصلاة والسلام نفسه شخصيا هو عنده من الاستعداد لتحمل أباء الرسالة ما ليس عند غيره كما قال الله تعالى: ((الله أعلم حيث يجعل رسالته )) . ومن فوائد الآية الكريمة: عناية الله سبحانه وتعالى بخلقه، فإنه لما ذكر ما زين لهم من الشهوات في الأمور السبعة يخشى أن ينصرف الناس إلى هذه الشهوات فمن عناية الله بهم أن أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن ينبئهم بما هو خير من ذلك . ومن فوائد الآية الكريمة: حسن أسلوب التعليم والدعوة وأنه ينبغي للإنسان في مقام الدعوة أن يأتي بالألفاظ التي توجب الانتباه، لأن الإنسان إذا قيل له: ألا أنبئك بكذا وكذا؟ سوف يتشوق وينتبه ما هذا الذي تريد أن تنبئني فيه بخلاف ما لو جاء الكلام مرسلا لم يكن له هذا الوقت . ومن فوائد الآية الكريمة: جواز المفاضلة بين شيئين بينهما فرق عظيم، لقوله: (( بخير من ذلكم )) ومعلوم أن كل ما ذكر من الشهوات السبع لا يساوي شيئا أبدا بالنسبة لثواب الآخر ة، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها ) طيب وهل جاء مثل هذه الصيغة في القرآن تفاضل بين شيئين بينهما فرق عظيم ؟ (( أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا )) كذا؟ بل إن الله قال تنزلا مع الخصم أو موافقة الخصم في دعواه قال: (( آلله خير أما يشركون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذا الخير الذي شوق الله العباد إليه ثابت للمتقين، لقوله: ((للذين اتقوا عند ربهم)) وسبق معنى التقوى . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هذا الخير لهؤلاء المؤمنين في أكرم الجوار وهو جوار رب العالمين، لقوله: (( عند ربهم جنات )) فأقرب الناس إلى الله هم أصحاب الجنة ولهذا جعلهم الله عنده كما في قوله تعالى: (( إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يستجدون )) . ومن فوائد الآية الكريمة: عظم هذه الجنات لكونها عند الله في جواره سبحانه وتعالى . ومن فوائدها : أن جزاء هؤلاء المتقين هذه الدار العظيمة المشتملة على النعيم الذي لا نظير له، لقوله: (( جنات تجري من تحتها الأنهار )) والنهار سبق لنا أنواعها ؟ طيب . ومن فوائد الآية الكريمة: الحث على تقوى الله لأن ذكر ثواب المتقين يتضمن الحث على التقوى . ومن فوائد الآية الكريمة: عناية الله سبحانه وتعالى بهؤلاء القوم، لقوله: (( عند ربهم )) والربوبية هنا خاصة . ومن فوائد الآية الكريمة: أن هؤلاء السادة يتنعمون في ثواب الله بكل أنواع النعيم بالأكل والشرب والنكاح، الأكل والشرب في قوله: (( جنات تجري من تحتها الأنهار )) فمن الجنات يأكلون، ومن الأنهار يشربون، أما النكاح فقال: (( وأزواج مطهرة )) وهذه أصول لذائذ البدن ، الأكل والشرب والنكاح . ومن فوائد الآية الكريمة: فضيلة الأزواج في الجنة بكونهن مطهرات (( وأزواج مطهرة )) وسبق لنا معنى التطهير أنه الحسي ومعنوي . ومن فوائد الآية الكريمة: أن تمام نعيم هؤلاء برضوان الله، لقوله: (( ورضوان من الله )) وقد بين الله تعالى في سورة التوبة أن هذا الرضوان أكبر النعيم فقال: (( ورضوان امن الله أكبر )) . ومن فوائد الآية: إثبات صفة الرضا لله، لقوله: (( ورضوان من الله )) والرضا من الصفات الذاتية أو الفعلية ؟ الفعلية لأنه يتعلق بمشيئته متى وجد سبب الرضا وجد الرضا، وكل صفة معلقة بسبب فإنها من الصفات الفعلية . ومن فوائد الآية الكريمة: إحاطة الله سبحانه وتعالى بالعباد علما ورؤية، لقوله: (( والله بصير بالعباد )) . ومن فوائد الآية الكريمة: بيان حكمة الله عزوجل حيث قسم الناس إلى قسمين: متقين، وعصاة ، من أين أخذنا ذلك؟ من قوله: (( للذين اتقوا عند ربهم )) بعد قوله: (( زين للناس حب الشهوات )) فدل هذا على أن الناس قسمان: قسم متقي وقسم غير متقي عاصي . ومن فوائدها: أن الله سبحانه وتعالى حكيم حيث جعل التقوى في أهله، لقوله: (( والله بصير بالعباد )) فمن بصره بعباده أن جعل هؤلاء متقين والآخرين عصاة وهؤلاء ثوابهم الجنة وأولئك ثوابهم النار، ولاشك أن هذا من حكمة الله سبحانه وتعالى فإن الله كما هو أعلم حيث يجعل رسالته فهو أعلم حيث يجعل ميراث رسالته، وميراث رسالته هو العلم، العلم المتضمن للدعوة والعباد نعم . ومن فوائد الآية الكريمة: أن كل الخلق عباد لله، نأخذ من أين يا حجاج؟ من قوله: (( والله بصير بالعباد )) ، وجه الدلالة ؟ إن الله بصير بعباده، وجه الدلالة أنه عام ؟ لأنه قال: (( للعباد )) ، مع قوله: (( للذين اتقوا عند ربهم جنات )) فدل هذا على أنه بصير بجميع العباد: المتقى وغير المتقي . ومن فوائدها: التحذير من مخالفة أمره، لأنه متى علم الإنسان أن الله بصير به فسوف يرتدع أو فسوف يردع نفسه عن مخالفة ربه، لأنه إذا خالف ربه فالله بصير به وسوف يجازيه بحسب مخالفته . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. (( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب، فقل حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم بإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد ))