تتمة تفسير الآية : (( وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم... )) . حفظ
(( إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم )) يعني إن الإسلام قد اتفقت عليه هذه الأمة لم تختلف فيه، لكن الأمم السابقة جرى منهم الاختلاف ومع ذلك لم يختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم وعلموا الحق لكنهم اختلفوا فيه بغيا وعدونا، كل واحد منهم يبغي على الآخر، كل واحد منهم يقول إن دينك باطل، فتفرقوا تمزقوا فهذا كما وجد في الأمم السابقة وجد في هذه الأمة، نجد بعض العلماء يخالف الآخرين ثم يجعل من هذا الخلاف خلاف قلب فتتنافر القلوب وتشتت فمن كان على ذلك ففيه شبه من من؟ من اليهود والنصارى. وقوله: (( من بعد ما جاءهم العلم )) العلم بماذا ؟ العلم بالشريعة، بعد أن عرفوا الشريعة وعلموها تنازعوا فيها. وقوله: (( بغيا بينهم )) يعني أن الحامل لهم على هذا الاختلاف هو البغي، أن بعضهم يبغي على بعض، ولهذا جرى بين اليهود وبين النصارى