تفسير الآية : (( أولـئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) . حفظ
ثم قال الله عز وجل: (( أولئك الذين حبطت أعمالهم )) هذا مبتدأ الدرس الليلة (( أولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين )) (( أولئك )) المشار إليه هؤلاء الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذي يأمرون بالقسط من الناس وهم أهل الخير الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، هؤلاء الذين قامت بهم هذه الصفات هم الذين حبطت أعمالهم، حبوط الشيء يعني ذهابه وزواله وعدم الاستفادة منه، فهؤلاء حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة، أما في الآخرة فظاهر لأنهم لن يستفيدوا من أعمالهم وإن كانت خيرا حتى الإنسان الكافر إذا عمل خيرا في الدنيا كالإحسان إلى الناس خصوصا أو عموما فإن ذلك لا ينفعه في الآخرة، لقوله تعالى: (( وقدمنا إلى ما علموا من عمل فجعلناه هباء منثورا )) ، لكن كيف حبطت أعمالهم في الدنيا ؟ حبطت أعمالهم في الدنيا لأنهم لما لم يستفيدوا منها صاروا كأنهم لم يعملوها فأعمالهم لم تنفعهم، وشاهد هذا قوله تعالى: (( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيمة ألا ذلك هو الخسران المبين )) . قال: (( وما لهم من ناصرين )) هذه الجملة كما نعلم جميعا جملة منفية بما، وأسأل هنا هل ما هذه عاملة عمل ليس أو لا ؟ من يعرف؟ نعم ليست عاملة عمل ليس، لماذا؟ لأنه تقدم الخبر، وهل لديك شاهد من كلام أهل العلم على ما قلت ؟ من الألفية ؟ من الألفية نعم، يا هداية الله ؟ قاعدة نحوية نقول: لا لا أنا أريد من كلام ابن مالك لأن الأخ محمد، وعندي كلام ابن الحاجب، طيب نعم، قوله: ما بقي النفي وترتيب ذكر، طيب ولكن هنا إشكال وهو قوله: (( من ناصرين )) كيف نعربها ؟ يا فهد ؟ من زائد حرف جر زائد زائد كذا؟ أيش لون زائد زائد ؟ اشرح للإخوان؟ زائد إعرابا وزائد معنى، يعني زائد في الإعراب ويزيد في المعنى، و (( ناصرين )) اسم ما مرفوع، اسم ما وأنت قلت ما ومحمد يقول ما تعمل كيف نقول اسم ما ؟ ما عندك غير هذا؟ طيب ظهير؟ خبر، خبر لا ما هو صحيح، مبتدأ، نعم، ولهم خبر، أي لكن كمل إعراب ناصرين ؟ ناصرين اسم الفاعل مجرور لفظا ومرفوع معنا مبتدأ، مبتدأ طيب، اصبر كمل كمل. مبتدأ كيف ؟ يعني مرفوع لفظا صح ناصرين اسم الفاعل جمع المذكر السالم ورفعه بالواو مع خبر مضموم ونصبه وجره بالياء ما قبل مكسور مجرور لفظا ومرفوع محلا مبتدأ، طيب وما نافية، إذا علامة رفعه ؟ الواو المقدرة، وما نافية ولهم ظرف يعلق بالمحذوف، جار ومجرور متعلق بالمحذوف والخبر، المهم الآن فهمنا من كلامه أن الواو مقدرة في محل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حذف الجر بالزائد، يعني هؤلاء الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة ليس لهم أحد ينصرهم، وأكد سبحانه وتعالى النفي هنا أكده بمن الزائدة، يعني ما لهم أحد ينصرهم لا على سبيل الاجتماع ولا على سبيل الانفراد، لأن من الزائدة إذا دخلت تجعل النفي نصا في العموم كلا نافية للجنس .