تفسير الآية : (( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أيامًا معدوداتٍ وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) . حفظ
(( ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) (( ذلك )) المشار إليه التولي والإعراض بأنهم خدعوا أنفسهم وقالوا لن تمسنا النار أي لن تصيبنا إلا أياما معدودات، أياما قلائل لأن كل معدود فهو قليل ودليل ذلك قوله تعالى: (( وما نؤخره إلى لأجل معدود )) وقال: (( قل متاع الدنيا قليل )) فكل شيء معدود فهو قليل لأن شيئا يمضي واحد اثنين ثلاث ة أربعة لابد أن ينتهي، هؤلاء يقولون: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) ثم من يخلفهم بعده؟ من يخلفهم فيها؟ يدعون أن الذي يخلفهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهؤلاء هم اليهود زعما منهم ودعوى مردودة قالوا: إنهم يدخلون النار ولكنهم لا يمكثون فيها إلا أياما معدودة ثم يخلفهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيها أبد الآبدين وكذبوا في ذلك، فهم ستمسهم النار ويبقون فيها أبد الآبدين لكن غروا أنفسهم وخدعوا عوامهم بهذا القول المفترى (( بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )) غرهم الغرور والخداع بمعنى واحد متقارب يعني هؤلاء خدعوا أو هم خدعوا في دينهم حيث ظنوا أنهم على حق وبعضهم عاند الحق عالما به مفتريا كذابا غرهم في دينهم ما كانوا يفترون أي الذي كانوا يفترونه، ومنه قولهم: (( لن تمسنا النار إلا أياما معدودات )) . نأخذ الفوائد في المستقبل أو الآن ؟ نعم.